لثروات لبنان رجال يحموها

“إذا كنا موحدين وبما نملك من مقدرات وطاقات نحن أقوياء ويجب أن نفاوض كأقوياء ويجب أن نتابع هذا الملف كأقوياء وإسرائيل التي تهددكم… أنتم تستطيعون أن تهددوها والأمريكاني إذا جاء ليقول لكم عليكم أن تتجاوبوا معي حتى نرد إسرائيل عنكم… قولوا للأمريكي يجب أن تقبل بمطالبنا حتى نرد حزب الله عن إسرائيل” ، بهذه العبارات وضع الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله النقاط على حروف الاستراتيجية التي يجب ان تعتمدها السلطات اللبنانية لمواجهة الاطماع “الاسرائيلية” في الثروات النفطية والغازية للبنان.

سماحة السيد نصرالله وفي خطابه الذي القاه خلال احتفال في ذكرى “الشهداء القادة” في بيروت ، ذهب الى ابعد من ذلك عندما قال:”يستطيع أي لبناني أن يقف ويقول مهلا تمنعونا نمنعكم وتقصفوننا نقصفكم وتضربونا نضربكم ونملك الشجاعة ونملك القوة ونملك القدرة وعدونا يعلم ذلك… نحن في هذه تحت الأمر إذا المجلس الدفاع الأعلى اللبناني يأخذ قرارا أن محطات الغاز والنفط الفلانية في البحر الفلسطيني ممنوع أن تعمل أنا أعدكم خلال ساعات قليلة لا تعود تشتغل”.

اللافت ان خطاب السيد نصرالله جاء بعد يوم واحد من زيارة وزير الخارجية الامريكية ريكس تيلرسون الى لبنان ، وهي الزيارة التي جاءت استكمالا لمحاولات امريكا وحلفائها في المنطقة من “اسرائيليين” وعرب ، لبث الفرقة في البيت اللبناني من خلال السعي لعزل حزب الله واخراجه من نطاق الدولة ، تارة بالضغوط السياسية الامريكية مثل اتهام الحزب بالارهاب والاتجار بالمخدرات ، وتارة اخرى عبر تهديد “اسرائيل” باعادة لبنان ، كل لبنان، الى العصر الحجري في اي حرب مقبلة مع حزب الله.

هذه المحاولات الامريكية و”الاسرائيلية” لعزل حزب الله داخل لبنان ، جاءت بعد فشل امريكا وحلفائها في محاولتهم الاولى في التخلص من حزب الله عبر الحرب الطائفية التي فرضوها على شعوب المنطقة باستخدام “داعش” وباقي الجماعات التكفيرية الاخرى.

حلفاء امريكا  من العرب كانوا اكثر تعجلا وسذاجة في تنفيذ ما القي عليهم من دور في مخطط عزل حزب الله في الداخل اللبناني وتأليب اللبنانيين على الحزب ، عندما قاموا وفي مسرحية في غاية السخف باحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري واجباره على تقديم استقالته في بيان القاه من على شاشة قناة “العربية” السعودية وهو خارج وطنه ، وشن في ذلك البيان هجوما على حزب الله.

حلفاء امريكا من العرب هددوا ، كما هددت “اسرائيل” ، جميع اللبنانيين بتدفيعهم الثمن غاليا اذا لم يفكوا ارتباطهم بحزب الله! ، بل ان بعض المسؤولين العرب من حلفاء امريكا ، كما حلفائها من “الاسرائيليين” ، اعتبروا لبنان في حالة حرب معهم.

“اسرائيل” واعتقادا منها ان الفرصة مواتية ، على ضوء الضغوط التي مورست امريكيا و”اسرائيليا” وعربيا على لبنان لعزل حزب الله ، لتحقيق اطماعها في الارض والمياه والثروات النفطية والغازية للبنان ، فبدات ببناء جدار على الحدود مع لبنان تقع بعض اجزائه داخل الاراضي اللبنانية ، كما بدات تطلق التهديدات ضد لبنان ومزاعمها في عدم احقية لبنان في استغلال البلوك البحري النفطي رقم 9 رغم وقوعه بالكامل في المياه الاقليمية للبنان.

“اسرائيل” كانت تحاول من خلال بناء الجدار وتهديد لبنان والشركات الاجنبية من استغلال البلوك رقم 9 ، دفع اللبنانيين للاقتناع بأنها مستعدة للحرب ، وانها ستُعيد لبنان الى العصر الحجري اذا ما وقعت ، لذا فمن الاسلم للبنانيين ، ان يغضوا الطرف عما تفعل “اسرائيل” ، وان يكتفوا بالتماس العون من المحافل الدولية وعلى راسها الامم المتحدة!.

خطاب سماحة السيد نصرالله الذي نقلنا بعض جوانبه في بداية المقال ، جاء ليُنسف نتائج زيارة تيلرسون الى لبنان ، ويُفشل مخطط “اسرائيل” ، ويحول احلام عرب امريكا الى كوابيس ، فرجال نصرالله لم ولن تخيفهم الاعيب “اسرئيل” ومسرحية دقها لطبول الحرب لذر الرماد في العيون لسرقة ارض وثروات لبنان، فهؤلاء الرجال الاشداء فرضوا على “اسرائيل” حقيقة لا يمكن ان تتهرب منها ، وهي ان النصر لن يعد حليف “اسرائيل” في اي حرب مع لبنان ، وهذه الحقيقة هي التي تكشف زيف عنتريات نتنياهو وليبرمان بعدم اختبار قوة “اسرائيل”.

*ماجد حاتمي

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.