سر الرقة القذرة

تحقيق استقصائي لهيئة الإذاعة البريطانية كشف عن صفقة سرية وصفها بالـ«القذرة» سمحت للمئات من مقاتلي تنظيم داعش وأسرهم بالخروج من الرقة وشملت قافلة المُرحَّلين من المدينة بعض أشهر أعضاء التنظيم، وعشرات المقاتلين الأجانب. وانتشر بعض المُرحَّلين في جميع أنحاء سوريا ووصل بعضهم إلى تركيا .

سائقو شاحنات سوريون أوضحوا خلال التحقيق أنهم اعتقدوا أن المهمة التي تنتظرهم تقليدية، لكنهم فوجئوا بنقل مقاتلين عبر أخطر الأراضي في شمال سوريا، تفاديا لأية عقبات مرتقبة. واستغرقت عملية النقل 3 أيام من القيادة الشاقة، وشحن حمولةٍ قاتلة تضم مئات من مقاتلي تنظيم داعش وأسرهم وأطناناً من الأسلحة والذخائر.

التقرير اشار الى أن الصفقة ابرمت من أجل السماح لمقاتلي داعش بالخروج من الرقة، التي أعلنوها عاصمةً للخلافة، بترتيبٍ من مسؤولين محليين بعد 4 أشهر من القتال، دون أن يعترف التحالف الخاضع لقيادةٍ أميركية، ولا قوات سوريا الديمقراطية، بدورهما في الصفقة.

السائقون ذكروا أيضاً أن مقاتلي داعش كانوا يحملون أسلحتهم، مرتدين أحزمتهم الانتحارية لتفجير القافلة بأكملها في حال شعورهم بخطر أو التنصل من تنفيذ الإتفاقية.

من جانبها اعترفت سوريا الديمقراطية بتمكن بضعة عشراتٍ من المقاتلين من مغادرة المدينة، جميعهم من السكان المحليين، بينما أشار التحالف الدولي الى فرار 250 مقاتلاً بمعية 3500 من العوائل، فيما تحدث السائقون عن نحو 4 آلاف شخصٍ بينهم نساءٌ وأطفال، اضافة الى عشر شاحناتٍ محمَّلة بأسلحة وذخائر، وسط معلومات وشهادات عيانية عن تمكن مقاتلين أجانب من الانضمام إلى القافلة من جنسيات فرنسية وتركية وأذرية وباكستانية وصينية اضافة الى عدد من الدول العربية.

التقرير يكشف حراسة طائرات التحالف لإنارة الطريق عبر إلقاء قنابل إنارة أمام القافلة. كما يسلط الضوء ايضا على انتعاش التهريب على الحدود التركية السورية في الأسبوعين الماضيين تزامناً مع الصفقة حيث ترغب عوائل داعش بالخروج من سوريا باتجاه الأراضي التركية مقابل 600 دولار للشخص الواحد و1500 دولار كحدٍ أدنى للأسرة، ويتحدث غالبية المغادرين الفرنسية، وبعضهم الإنكليزية، فضلاً عن لغات أجنبية أخرى.

التقرير البريطاني كشف عن شمول الصفقة قادة في استخبارات داعش وأن التنظيم تعامل في الرقة بطريقةٍ يتعامل بها أي فريق خاسر خلافاً للصورة المعهودة عن التنظيم الذي يأبى الجلوس على مائدة التفاوض بعد قصف كثيف ومحاولات عديدة لجرهم الى القبول بالصفقة والتوجه الى المدن والبلدات الواقعة قرب الحدود التركية السورية في مقدمتها إدلب بدل القتال على عاصمة الخلافة المزعومة.

وبشأن الهدف من الصفقة ذكر التقرير ان سوريا الديمقراطية تريد الحفاظ على علاقات طيبة بين الكرد والمجتمعات العربية التي تحيط بهم، اضافة الى تقليل الخسائر البشرية، لكنه استدرك بأن الصفقة تسببت ايضاً بانتشار المسلحين، ممن زاد المعارك صلابة، في أنحاء سوريا وخارجها ما يشكل خطراً على الأمن والسلم في كل لحظة.

المصدر:

http://www.bbc.co.uk/news/resources/idt-sh/raqqas_dirty_secret?utm_source=Sailthru&utm_medium=email&utm_campaign=EBB+11.14.2017&utm_term=Editorial+-+Military+-+Early+Bird+Brief

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *