نشرت صحيفة “فزغلياد” الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن النجاحات الأخيرة التي حققها الجيش السوري بدعم من قوات الطيران العسكري الروسي. في المقابل، يتواصل التراشق بالتهم بين المعسكرين الشرقي والغربي حول التواطؤ مع تنظيم “داعش”.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن الأمريكيين قاموا بإجلاء أكثر من 20 قائدا رفيع المستوى تابعين لتنظيم “داعش” ومقربين من واشنطن من منطقة النزاع في دير الزور. وهو ما أكده مصدر عسكري دبلوماسي لوكالة ريا نوفوستي الروسية، في شهر آب/ أغسطس.
وأكدت الصحيفة أنه بالتحديد بتاريخ 26 آب/ أغسطس، أجلت طائرة هيلكوبتر تابعة للقوات الجوية الأمريكية اثنين من القادة الميدانيين في تنظيم “داعش” من أصل أوروبي مع أفراد عائلاتهم، من المنطقة القريبة من قرية طريف شمال غرب دير الزور. وبعد ذلك بيومين، تم إجلاء 20 مسلحا آخرين بالطريقة ذاتها من منطقة البو ليل في جنوب غربي دير الزور، نحو الشمال.
وأشارت الصحيفة إلى أن دير الزور هي المنطقة التي تشهد في الوقت الراهن تنفيذ عمليات استراتيجية من قبل قوات الجيش السوري بدعم من الطيران الروسي. والجدير بالذكر، أن جهود الأمريكيين في إجلاء مقاتلي التنظيم يساهم في نجاح العملية الهجومية التي تنفذها القوات الحكومية في شرق سوريا.
وفي سياق متصل، أكدت وزارة الدفاع الروسية مقتل ما يسمى وزير الحرب في تنظيم “داعش”، غولمرود حليموف، أصيل طاجيكستان، الذي كان تابعا للوحدات الخاصة في بلاده قبل الانضمام لصفوف التنظيم. وفي حين تم الإبلاغ عن وفاة هذا الأخير مرارا وتكرارا، وتم تكذيب الخبر.
وأفادت الصحيفة بأن إعلان وفاة أحد قادة التنظيم الهامين؛ على غرار أبي بكر البغدادي، يعد بمثابة أحد طرق التنافس بين الروس والأمريكان، فسقوط أحد القادة الهامين في التنظيم يعني امتلاك معلومات جديدة هامة فيما يتعلق بالحرب السورية.
وبينت الصحيفة أن التمكن من الحصول على وثائق هامة، علاوة على القبض على عناصر رفيعي المستوى في تنظيم “داعش”، يعطي المزيد من الأدلة على تورط عدد من وكالات الاستخبارات الغربية في تشكيل مجموعات تابعة لها في صلب التنظيم. وهنا ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أن العناصر التابعين لهذه الوكالات من العراق وسوريا، بالإضافة إلى أوروبا الغربية وشمال أفريقيا، ناهيك عن دول الاتحاد السوفيتي سابقا.
وأضافت الصحيفة أنه ردا على الاتهامات التي تفيد بتورط الأمريكيين وحلفائهم مع عناصر التنظيم لتحقيق مآربهم، بدأت واشنطن في إجلاء عناصر هامة تابعين للتنظيم عبر الحدود اللبنانية السورية؛ حماية لأسرارها في هذه الحرب. وبناء على هذه المعطيات، يبدو أن واشنطن تتوقع أن التنظيم سيواجه فشلا ذريعا.
وأكدت الصحيفة أنه من الممكن القول إن إخلاء قادة التنظيم يجري في إطار اتفاقيات تحت عنوان “الوثائق مقابل الحياة”. وفي هذا الصدد، يبدو مستقبل تنظيم “داعش” وعناصره واضحا في دير الزور. بعبارة أخرى، ستصل قوات الجيش السوري إلى جانب القوات الخاصة الروسية إلى المنطقة عاجلا أم آجلا، وسيسعون بالتأكيد للحصول على أهم الملفات والمعلومات التي في قبضة قادة التنظيم هناك.
وفي جانب اخر من المقال أكدت الصحيفة أن الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب عدد من الخبراء الروس، يوجهون العديد من التهم إلى موسكو ودمشق. وفي هذا السياق، أكد الخبراء تورط روسيا وسوريا وإيران في إبرام العديد من الصفقات مع عناصر تنظيم “داعش”، ويأتي ذلك على خلفية السماح لهم بالخروج من دير الزور، مقابل الحصول على وثائق ومعلومات هامة متعلقة بالحرب السورية.
وفي الختام، ذكرت الصحيفة أنه في المستقبل القريب سوف تشهد المنطقة حربا ضروسا بين موسكو وواشنطن حول المعلومات والشخصيات الهامة في سوريا. وحتى الآن، تبذل الولايات المتحدة مجهودات هامة لتحرير عناصر التنظيم، ومنع وصول المعلومات إلى روسيا، بينما تحاول قوات العمليات الخاصة الروسية منع ذلك.
المصدر : عربي 21