بين “الفجر الكبرى” و “مناطق خفض التصعيد”, هذه الأولوية الروسية السورية

انتقلت وحدات الجيش السوري الى المرحلة الثانية من عمليات الفجر الكبرى التي انطلقت منذ حوالي الشهرين في اتجاهات مختلفة من البادية السورية حيث تميزت هذه العمليات بالسرعة والثبات بدليل المساحات الكبيرة من الأراضي التي تم تحريرها ووصلت الى ما يقارب 35 الف كلم مربع وهي مناطق اضافة الى انها باتت الآن قواعد ارتكاز اساسية للعمليات باتجاه المنطقة الشرقية تحتوي على كامل مناجم الفوسفات الواقعة جنوب تدمر وعدد كبير من آبار النفط والغاز .

آخر انجازات الجيش هو الإقتراب من اغلاق منطقة واسعة جنوب شرق دمشق شملت ” دير النصراني – رجم البقر – تلول سلمان – تلول الفديين – تل أصفر – أشيهب – تلول أشيهب شمالي وجنوبي – المفطرة – تل المفطرة – شنوان – الساقية – القصر – تل بنات بعير – خربة صعد – تل صعد ، وجميعها مناطق تقع في ريف السويداء الشمالي الشرقي، كما تقدم الجيش وحلفائه في ريف دمشق الجنوبي الشرقي من جهة تل دكوة إلى تل رُغيلة، تل البقر، تل الأصفر، خربة الأمباشي والكراعة، بالإضافة للسيطرة على سلسلة تلال بين تل دكوة وتل رُغيلة وتل ريشة وتحرير مناطق واسعة بين سد ريشة وجبل مكحول وجبل سيس ” .

اهمية هذه المنطقة هو محاذاتها لمنطقة انتشار وتموضع القوات الأميركية في منطقة التنف حيث وصل فكي الكماشة في هذه المنطقة الى مرحلة التلاقي في مسافة لا تتجاوز الـ 6 كلم .

وفي الإشارة الى ما يحصل في هذه المنطقة لا بد من الرجوع الى المراحل الأولى من عمليات الفجر الكبرى التي اعتمدت نفس انماط القتال من خلال المواءمة بين التطويق والإطباق وترك ممّر انسحاب للجماعات المسلحة بعد احكام الطوق والقيام بضغط متواصل بالنار يصل الى حد افقاد الجماعات القدرة على الثبات في مواقعها .

هذا النمط من القتال حصل في جنوب تدمر حيث تم اغلاق مناطق واسعة شكلت قاعدة الارتكاز الرئيسية للقوات السورية لتنفيذ عملية الوصول الى الحدود السورية – العراقية شمال شرق التنف في مناورة سريعة وخاطفة اعتمدت على الاستطلاع الالكتروني المتقدم من خلال الطائرة الروسية TU – R 214 وعبر الطائرات بدون طيار وهو ما ساعد في تنفيذ عملية الوصول الى الحدود التي تم استكمالها بالتوجه شمالاً نحو تلال الضليعيات وحميمة وشمال شرق نحو المحطة الثانية .

المرحلة الأولى من عملية ربط الحدود انطلقت بشكل اساسي من اتجاه التليلة وبير العباسية ليتم استكمال العمليات لاحقاً باتجاه الشرق والسيطرة على المحطة الثالثة .

في الموازاة كان لعمليات التقدم نحو الرصافة الأثر الكبير في ربط منطقة غرب الرصافة مع جنوب اثرية حيث ننتظر استكمال عملية الربط بين منطقة الكوم والسخنة ما يعني اغلاق جيب سيطرة تنظيم ” داعش ” الممتد من شمال شرق سلمية حتى جنوب اثرية وشمال تدمر .

باغلاق هذا الجيب نستطيع القول ان الجيش السوري استطاع تشكيل خط الجبهة المتماسك من مشارف المحطة الثانية شمال شرق التنف وصولاً حتى الرصافة جنوب مدينة الطبقة ما يعني البدء بالمرحلة الثالثة من عمليات الفجر الكبرى وهي اطلاق اتجاهات الهجوم نحو البو كمال من مشارف المحطة الثانية ومن حميمة الضليعيات باتجاه الميادين ومن السخنة شرق تدمر والرصافة جنوب الطبقة باتجاه دير الزور .

لتحقيق هذه المهمات في مرحلتها الأولى والثانية والمباشرة في تنفيذ المرحلة الثالثة استطاعت روسيا الوصول الى اتفاقية ” مناطق خفض التصعيد ” التي اتاحت للجيش السوري تثبيت الجبهات على خطوط هذه المناطق والزج بقوات كبيرة على اتجاهات البادية ليبدو ان كل من القيادتين الروسية والسورية نجحتا في تحديد اولويات الميدات وضخ الجهد الأكبر من القوات في اتجاهات محددة مع الأخذ بعين الإعتبار حاجات الجبهات المثبتة الأخرى وعدم السماح بحصول مفاجآت ميدانية على اي جبهة وهو ما ستستمر العمليات عليه الى فترة ليست بالقصيرة .

عمر معربوني / شام تايمز

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.