يروي أحد الإيزيديين الذين تعرضوا للاضطهاد من قبل تنظيم “داعش” شمالي العراق، في تقرير أعدته مجلة “إنفوميغرانتس”، قصة فراره مع شقيقته الصغرة من العراق ولجوئهما إلى ألمانيا.
ويقول شيروان 23 عاما، في تقرير الذي نشر مؤخرا، “لقد جئت من سنجار، العراق، اضطرت إلى المغادرة في اغسطس/ آب 2014. وكان ذلك بالضبط عندما بدأ تنظيم “داعش” بالسيطرة على مدينتي، وقتلت العديد من الناس واختطفت حوالي 5000 من بناتنا”.
ويتعرض الإيزيديون وهم أقلية دينية متواجدون في شمال العراق وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط، للاضطهاد من قبل تنظيم “داعش”.
وتقع سنجار بالقرب من سلسلة جبال تحمل نفس الاسم في شمال العراق. وفي اغسطس/ آب 2014، بدأ داعش في التوسع في العراق من سوريا المجاورة. حيث وصل في نهاية المطاف إلى مدينة سنجار، وقتل المئات من الإيزيديين. فيما فر 50 ألفا منهم إلى الجبال حيث كانوا محاصرين من جميع الجهات من قبل التنظيم، وواجهوا الجوع والعطش بسبب الحصار. وكان شيروان وعائلته محتجزين هناك لمدة ثمانية أيام.
وأقام مقاتلون كرد ممرات إنسانية مكنت 35000 إيزيدي من الفرار، لذلك فر شيروان وأسرته إلى سوريا. وانضم شقيق شيروان إلى قوات البيشمركة الكردية لمحاربة “داعش”، على أمل إعادة بعض الفتيات الإيزيدية المختطفات. إلا أنه فقد حياته أثناء قتال التنظيم، بعد بضعة أشهر. وفي نهاية المطاف عاد شيروان وأسرته إلى المنطقة الكردية في شمال العراق في ربيع عام 2015.
قرار المغادرة
في يناير/ كانون الأول عام 2015، قرر شيروان وشقيقتيه الأصغر سنا مغادرة مكان سكناهم في شمال العراق إلى تركيا، وذلك بأمل الحصول على اللجوء في أوروبا. ويقول شيروان “ذهبنا على متن قارب صغير إلى اليونان من تركيا، حيث انتقلنا من خلال دول البلقان والنمسا. وصلنا في نهاية المطاف إلى ألمانيا. وهناك ساعدتنا المنظمات غير الحكومية كثيرا. كما قدمت عيادة طبية إسرائيلية العلاج لأختي عندما كانت مريضة على الطريق”.
وفي وقت لاحق من شهر يناير/ كانون الأول، وصل شيروان وشقيقته إلى مدينة كولونيا الألمانية. وأقاموا في قاعة رياضية مع لاجئين آخرين أثناء تجهيز طلبات لجوئهم. ويوضح “كان هناك الكثيرون منا في غرفة صغيرة، ولم يكن الطعام جيدا، ولم يكن أفراد الأمن ودودين معنا، وكنت أحاول جاهدا من اجل العثور على شقة لي ولأختي”.
وجد شيروان أن عملية اللجوء طويلة إلى حد ما. حاول المكتب الألماني للهجرة واللاجئين (BAMF) التأكد من أنه وشقيقته كانا حقا من الإيزيديين، “ففي بعض الأحيان يدعي طالبو اللجوء الكرد أنهم من الإيزيدين، على الرغم من أنهم ليسوا كذلك، لاعتقادهم أن فرصة حصولهم على لجوء ستكون أكبر” ، كما يقول شيروان. وفي كانون الأول 2016، منحا أخيرا حق اللجوء.
أفكار حول الحياة في ألمانيا
وعندما سئل عن تصوره عن طبيعة الحياة في ألمانيا، أجاب شيروان بأنها ستكون أقسى بالنسبة لأخته لأنها أصغر سنا وأكثر ارتباطا ببلدهم. وأضاف “ليس لدي بلد – أعتبر ألمانيا هي بلدي. وسأحاول قصارى جهدي لخدمة هذا البلد لأنني ممتن من كوني هنا، وسعيد أن أكون مع أختي. وأحلم أن أحصل على لقب الدكتوراه في الكيمياء يوما ما”.
في الوقت الراهن يحاول شيروان تعلم اللغة الألمانية بجد، كما لديه مجموعة من الأصدقاء الألمان، بالرغم من أنه يشعر بالعار بسبب الأحداث الأخيرة مثل ليلة رأس السنة الميلادية 2015، عندما تم تحرش النساء من قبل رجال من شمال أفريقيا في محطة كولونيا المركزية.
وهو يذكر أنه في إحدى المرات رفض بعض الألمان وكان معهن إمرأة مصافحته باليد. ويأمل شيروان ألا يتم وضع قوالب نمطية لجميع اللاجئين بسبب أعمال قلة منهم فقط. ويضيف “أريد أن أقول للألمان فقط ليس كل اللاجئين سيئين”.
المصدر: “DW”