الجزائر: حزبان إسلاميان يوقعان وثيقة اندماج ويدعوان لوحدة أبناء التيار

وقع حزبان إسلاميان بالجزائر، اليوم الثلاثاء، اتفاقا لاندماجهما، مع فتح الباب للتحالف مع تشكيلات إسلامية أخرى.

وقع حزبان إسلاميان بالجزائر، اليوم الثلاثاء، اتفاقا لاندماجهما، مع فتح الباب للتحالف مع تشكيلات إسلامية أخرى.

يعتبر اندماج حزبين إسلاميين خطوة غير مسبوقة في بلاد شهدت انقسامات عديدة في أوساط التيار الإسلامي خلال السنوات الأخيرة.

وأشرف المعارض الإسلامي المعروف عبد الله جاب الله، وهو رئيس جهة العدالة والتنمية، ومحد ذويبي أمين عام حركة النهضة، اليوم، بالجزائر العاصمة، على توقيع وثيقة “تحالف استراتيجي بين الحزبين يفضي إلى اندماج كامل في تشكيلة سياسية واحدة” بحضور شخصيات إسلامية ومستقلة.

وقال جاب الله في كلمة له خلال حفل التوقيع: “أتمنى أن يسير هذا المولود بخطى ثابتة نحو الشباب والكهولة”.

وأضاف: “نجحنا فيما عجزنا عنه سابقا وهو وضع لبنة لجمع أبناء التيار الإسلامي”.. وتابع: “أملي ألا تنظر السلطة الحاكمة في البلاد على أن هذا المشروع تهديد لها”.. وأكد جاب الله، على أن الاندماج “ليس تهديدا لأحد وإنما لخدمة المجتمع والدولة”.

ودعا المتحدث أبناء التيار الإسلامي إلى التوحد، قائلا: “تمنيت لو عقد هذا الاجتماع بحضور كل مكونات التيار الإسلامي لأننا أبناء مدرسة واحدة ولنا أهداف واحدة”.

وأضاف هذا المعارض الإسلامي الذي بدأ نشاطه في السرية في سبعينيات القرن الماضي: “هذه يدي ممدودة لأحزاب حركة مجتمع السلم، وجبهة التغيير، وحركة البناء”، وهي أبرز الأحزاب الإسلامية في الساحة، دون ذكر حركة الإصلاح الوطني، آخر حزب انشق عنه.

من جهته أكد محد ذويبي، أمين عام حركة النهضة، الطرف الثاني في التحالف، أن “مشروعنا هذا يعد إنجازا تاريخيا”.

ذويبي، الذي شارك في أسطول الحرية في 2010 وأصيب في عينه برصاصة مطاطية إسرائيلية، دعا إلى أن لا يتوقف هذا المشروع “عند حدود الأشكال والنصوص، ولكن يجب أن يمتد إلى الإبداع الفكري والسياسي”.

ويعتزم الحزبان دخول الانتخابات النيابية المقررة ربيع العام القادم (نهاية أبريل/ نيسان حسب مصادر غير رسمية) بقوائم مشتركة وكذا الذهاب إلى مؤتمر وتسمية قيادة حزبية جديدة.

وأنهى قرار الاندماج بين الحزبين انقساما دام 16 عاما، عندما فجر ملف دعم ترشح (الرئيس الحالي) عبد العزيز بوتفليقة، لانتخابات الرئاسة في 1999، ما يسمى “حركة النهضة التاريخية” إلى جناحين.

وانقسمت الحركة وقتها إلى جناح داعم لترشيح بوتفليقة، بقيادة مكتب الحركة التنفيدي ومجلس الشورى، وجناح آخر رافض، بقيادة زعيم الحركة التاريخي، عبد الله جاب الله، الذي انشق عن الحزب، وأسس حركة الإصلاح الوطني، ثم انشق عنها بسبب خلافات مع قياداتها، وأسس حزبه الثالث “جبهة العدالة والتنمية”.

وقال وزير الإعلام الأسبق عبد العزيز رحابي (مستقل) في كلمة بمناسبة توقيع الاتفاق، إن “هذا الاندماج قرار تاريخي ويعود لتراكمات تاريخية في العمل السياسي للتيار الإسلامي”وأوضح أن “تشتت الأحزاب السياسية في أي بلد يؤدي حتى لضعف الدولة”.

من جهته قال أبوجرة سلطاني، الوزير الإسلامي الأسبق، رئيس حركة مجتمع السلم السابق، أن “هذا التحالف مشجع لأنه يعكس خطابا واضحا من الإسلاميين بدل الشعارات”.

وتابع في كلمة له خلال التوقيع: “الجزائر من دون التيار الإسلامي لن تذهب بعيدا، فهو صمام أمان البلاد، وصناع القرار فهموا هذا، كما أنها رسالة للجماهير لأنها تقول توحدوا وتعالوا لكي نصوت لصالحكم”.

يشار إلى أن خارطة التيار الإسلامي في الجزائر تتشكل من ستة أحزاب رئيسية، هي: حركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي)، وجبهة العدالة والتنمية، بقيادة المعارض جاب الله، وحركة النهضة، وحركة الإصلاح الوطني، وجبهة التغيير، وحركة البناء الوطني.

وأصل هذه الأحزاب يعود إلى تشكيلين سياسيين (حركة المجتمع الإسلامي حماس، وحركة النهضة الإسلامية) ظهرتا عام 1989، إثر بدء التعددية السياسية، بعد العمل السري في عهد الحزب الواحد، وتفرخت منهما أحزاب عدة خلال السنوات الأخيرة؛ بسبب الصراعات والانشقاقات، ما أدى إلى تراجع تأثيرهما في الساحة الجزائية.

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *