على الرغم من أن كل الناس في حياتهم في حرب مع النفس الأمارة يجب أن نعرف أن إبليس و جنوده أيضا يشاركون في هذه المعركة الكبيرة بين الخير و الشر و يسعون للتغلب على الخير و يزيدون قدرة الشر و يصل هذا إلى حد في آخر الزمان و هو عصر غلبة الشياطين و ظلمهم على الناس أن حفظ الإيمان في القلب يصعب كحفظ النار في الكف و بهذا العداء الكبير الذي نشاهده من الشيطان بالنسبة للمؤمنين و المسلمين فلا شك أن يوم موته يعتبرعيدا لعباد الله و هذا اليوم ليس بعيدا لأنه حسب الروايات أمهله الله حتى الوقت المعلوم.
إسحاق بن عمار قال: سألته يعني زين العابدين علیه السلام عن إنظار الله تعالى إبليس وقتا معلوما ذكره في كتابه: «قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرين إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُوم»1
قال علیه السلام : «الوقت المعلوم يوم قيام القائم علیه السلام فإذا بعثه الله كان في مسجد الكوفة و جاء إبليس حتى يجثو على ركبتيه فيقول: يا ويلاه من هذا اليوم! فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه فذلك يوم الوقت المعلوم منتهى أجله.»2
عن وهب بن جميع مولى إسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله الام الصادق علیه السلام عن قول إبليس: «قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْني إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونقالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرين إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُوم» قال له وهب: جعلت فداك أي يوم هو؟
قال علیه السلام : «يا وهب! أ تحسب أنه يوم يبعث الله فيه الناس؟ إن الله أنظره إلى يوم يبعث فيه قائمنا فإذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة و جاء إبليس حتى يجثو بين يديه على ركبتيه فيقول: يا ويله من هذا اليوم! فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه. فذلك اليوم هو الوقت المعلوم.»3
روى علي بن موسى بن طاوس في كتاب «سعد السعود»4 نقلا من صحف ادريس علیه السلام : و ذكر أنه وجدها في خزانة أميرالمؤمنين علیه السلام مما ذكره من سؤال إبليس و جواب الله له أن قال: قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْني إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونقالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرين إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُوم.: «و هو يوم قضيت و حتمت أن أطهر الأرض ذلك اليوم من الكفر و الشرك و المعاصي، و أنتجب لذلك الوقت عبادا امتحنت قلوبهم للإيمان، و حشوتها بالورع و الإخلاص، ثم ذكر بعض أوصاف أمة النبي صلی الله علیه و آله و سلم و بعض أحوال زمان المهدي علیه السلام إلى أن قال: «أولئك أوليائي اخترت لهم نبيا مصطفى و أمينا مرتضى، فجعلت لهم نبيا و رسولا و جعلتهم له أنصارا و أولياء، تلك أمة اخترتها للنبي المصطفى و الأمين المرتضى، ذلك وقت حجبته في علم غيبي، و لا بد أنه واقع».5
عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، قال: سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول:
«إن إبليس قال «أَنْظِرْني إِلى يَوْمِ يُبْعَثُون» فأبى الله ذلك عليه، فقال «فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرين إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُوم.» فإذا كان يوم الوقت المعلوم ظهر إبليس لعنه الله في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلى يوم الوقت المعلوم، و هي آخر كرة يكرها أمير المؤمنين علیه السلام .[…] فإذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين علیه السلام في أصحابه، و جاء إبليس في أصحابه، و يكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات، يقال لها: «الروحاء» قريب من كوفتكم.
فيقتتلون قتالا لم يقتتل مثله منذ خلق الله عز و جل العالمين، فكأني أنظر إلى أصحاب علي أمير المؤمنين علیه السلام قد رجعوا إلى خلفهم القهقرى مائة قدم، و كأني أنظر إليهم و قد وقعت بعض أرجلهم في الفرات.
فعند ذلك يهبط الجبار عز و جل في ظلل من الغمام و الملائكة و قضي الأمر، رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم أمامه بيده حربة من نور، فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقرى ناكصا على عقبيه، فيقولون له أصحابه: أين تريد و قد ظفرت؟
فيقول: إني أرى ما لا ترون6… إني أخاف الله رب العالمين7 فيلحقه النبي صلی الله علیه و آله و سلم فيطعنه طعنة بين كتفيه، فيكون هلاكه و هلاك جميع أشياعه، فعند ذلك يعبد الله عز و جل و لا يشرك به شيئا.»8
الهوامش:
1. سورة الحجر، الآیات 37- 38 و سورة ص، الآیات 80-81.
2. بهاء الدين نيلى نجفى، على بن عبد الكريم، «منتخب الأنوار المضيئة في ذكر القائم الحجّة علیه السلام »، القم، طبع اوّل، 1360 هـ.ش.، ص203.
3. عيّاشى، محمد بن مسعود، «تفسير العيّاشي»، الطهران، طبع اول، 1380 ق.، ج2، ص242.
4. سعد السعود، ص35.
5. شيخ حر عاملى، محمد بن حسن، «إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات»، البيروت، طبع اوّل، 1425 ق.، ج3، ص205.
6. سورة الأنفال، الآیة 48.
7. سورة الحشر، الآیة 16.
8. حلى، حسن بن سليمان بن محمّد، «مختصر البصائر»، القم، طبع اوّل، 1421 ق.، ص115-116.