هارون في امّة الرسول صلی الله علیه و آله و سلم
قال الله الحکیم فی محکم کتابه علی لسان موسی علیه السلام :
«وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي هارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي.»1
روی الحاکم الحسکانی فی تفسیر هذه الآیة المبارکة عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال: أخذ النبي صلی الله علیه و آله و سلم بيد علي بن أبيطالب علیه السلام فقال: «أبشر و أبشر، إن موسى دعا ربه أن يجعل له وزيرا من أهله هارون، و إني أدعو ربي أن يجعل لي وزيرا من أهلي علي [عليا] أخي أشدد به ظهري و أشركه في أمري.»
و روی عنه، سمعت أسماء بنت عميس تقول: سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم يقول:«اللهم إني أقول كما قال أخي موسى: اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي اشدد به أزري و أشركه في أمري إلى [قوله:] بصيرا .»2
و في تثبيت هذه الوزارة لعلي علیه السلام و تحققها له جاءت عدة روايات عن عدة من الصحابة منها:
عن عبد الله بن عباس عن علي بن أبي طالب علیه السلام قال: «لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم : و أنذر عشيرتك الأقربين دعاني رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم . فقال: «يا علي! إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا و عرفت أني متى أمرتهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره.» فصمت عليها حتى جاء جبرئيل علیه السلام فقال: يا محمّد! إنك لئن لم تفعل ما أمرت به- يعذبك الله بذلك فاصنع ما بدا لك. يا علي! اصنع لنا صاعا من طعام و اجعل فيه رجل شاة و املأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم و أبلغهم ما أمرت به…»
و ساق الحديث إلى قوله:
«ثم تكلم رسول الله صلی الله علیه و آله و سلم فقال: «يا بني عبد المطلب! إني و الله ما أعلم أحدا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بأمر الدنيا و الآخرة- و قد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يوازرني على أمري هذا، على أن يكون أخي و وصيي و وليي و خليفتي فيكم.» قال: فأحجم القوم عنها جميعا. فقلت: و إني لأحدثهم سنا، و أرمصهم عينا- و أعظمهم بطنا و أحمشهم ساقا-: «أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه.» فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع و تطيع لعلي.»
عن أنس بن مالك أن النبي صلی الله علیه و آله و سلم قال: «إن أخي و وزيري و خليفتي في أهلي- و خير من أترك بعدي يقضي ديني- و ينجز موعدي علي بن أبي طالب.»
الهوامش:
1. سورة طه، الآیات 29-32.
2. و رواه أيضا أحمد بن حنبل في الحديث: من فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل ص 202 ط 1، قال: و مما كتب إلينا عبد الله بن غنام أيضا، يذكر أن عباد بن يعقوب حدثهم قال: حدثنا علي بن عابس، عن الحارث بن حصيرة، عن القاسم قال: سمعت رجلا من خثعم يقول: سمعت أسماء بنت عميس تقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: اللهم[ إني] أقول كما قال أخي موسى اللهم [اجعل لي] وزيرا من أهلي عليا أخي اشدد به أزري و أشركه في أمري كي نسبحك كثيرا، و نذكرك كثيرا، إنك كنت بنا بصيرا. و رواه عنه المحب الطبري في الرياض النضرة: ج 2 ص 163، و في ط ص 215 و العصامي في كتاب سمط النجوم: ج 2 ظ 478 و أيضا رواه عن كتاب الفضائل سبط بن الجوزي في أوائل الباب الثاني من كتاب تذكرة الخواص ص 30. و رواه أيضا السيوطي في الدر المنثور، عن السلفي في الطيوريات.
المصدر: حسكاني، عبيد الله بن عبد الله، «شواهد التنزيل لقواعد التفضيل»، الطهران، طبع اوّل، 1411 ق.، ج1، ص478-488.