لاتزال قلوب السلفيين الوهابيين وخاصة السعوديين منهم دامية جراء اقصائهم من تعريف اهل السنة والجماعة في مؤتمر غروزني (25 ـ 27 اغسطس 2016) والذي رعاه شيخ الأزهر وشارك فيه ابرز علماء اهل السنة في العالم …
موعود: لاتزال قلوب السلفيين الوهابيين وخاصة السعوديين منهم دامية جراء اقصائهم من تعريف اهل السنة والجماعة في مؤتمر غروزني (25 ـ 27 اغسطس 2016) والذي رعاه شيخ الأزهر وشارك فيه ابرز علماء اهل السنة في العالم، ولانها تحاول الكلام بلسان غيرها فقد جمعت بعض اشباه العلماء في الكويت ليردوا على الازهر، ضمن حالة التنافر القائمة حاليا بين السلطات السعودية والمصرية!
فقد شهدت الكويت العاصمة السبت لقاء حضره مجموعة من رجال الدين من حول العالم، حمل ردا ضمنيا على مؤتمر غروزني وما جاء فيه من تعريف لـ”أهل السنة والجماعة” أثار جدلا واسعا لعدم إشارته إلى السلفية..
وحرّم البيان المجتمعين في الكويت الثورات والخروج على الحكام، ورفض نسبة التنظيمات المتشددة إلى السلفية التي قال إنها قائمة قبل ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب.. في الوقت الذي تدعم فيه السعودية الوهابية جميع التنظيمات التكفيرية المسلحة في سوريا والعراق وغيرهما.
المؤتمر الذي حمل عنوان “المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة وأثره في الوقاية من الغلو والتطرف” وترأسه مفتي موريتانيا، الشيخ أحمد بن المرابط، شهد مشاركة العديد من الوجوه المعروفة بالتيار السلفي، وجاء في بيانه الختامي الذي تلاه الشيخ عبدالعزيز السعيد من “جامعة محمد بن سعود” أن الهدف من التجمع هو “الذب عن منهج أهل السنة والجماعة وتبرئته من تحريف الغالين وانتحال المبطلين.”، حسب البيان.
ورأى البيان أن لـ”أهل السنة” ألقاب بينها “أهل الحديث، وأهل الأثر، والفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، والأمة الوسط، وأهل الحق، والسلفيون” مؤكدا أن المذهب “عتيق لم تكن نشأته على يد الإمام أحمد ولا ابن تيمية ولا محمد بن عبد الوهاب، بل هو مذهب الصحابة والتابعين وأتباعهم.”
وتطرق البيان إلى أئمة المذاهب الفقهية الأربعة عند السنة، الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، مؤكدا أنهم كانوا أيضا “أئمة في التوحيد فيما ثبت عنهم في ذلك مما نقله عنهم كبار أصحابهم بالأسانيد الصحيحة”، وشدد على الخلاف في مسائل الأصول “لا يوجب الخروج عن السنة، ولا يُسوّغ الافتراق، ولا تسمية المختلفين طوائف وفرقا، ولا وصفهم بالابتداع، كما لا يُسوّغ نسبة التعددية إلى مذهب أهل السنة والجماعة، ولا تقسيم السلفية إلى تيارات.”
ورد البيان ضمنيا على ما جاء في مؤتمر غروزني، وذلك بالقول إن جَعْلُ مذهب السلف مكوّنا من مكوّنات أهل السنة والجماعة “خطأ محض، بل هم أهل السنة والجماعة، وما عداهم من الفرق ممن خالفهم في الأصول أو تدثّر بشعارٍ غير شعارهم فرق ذمها رسول الله” معددا في هذا السياق بعض المسائل الواردة في طروحات فرق أخرى.
كما وجهوا الدعوة إلى “جميع الطوائف” للعودة إلى “السنة المحضة” متهمين الاشاعرة الذين يشكلون غالبية اهل السنة اليوم بالانحراف، حيث جاء في البيان الوهابي: كما فعل أبوالحسن الأشعري الذي “رجع عن عقيدته الكلامية إلى عقيدة السلف أهل الحديث” في إشارة منهم إلى مؤسس المذهب العقائدي المعروف اليوم بالأشعري.
وحذر البيان من “الغلو والتطرف بجميع صوره وأشكاله وتنظيماته.. والخروج على ولاة أمور المسلمين بالثورات والمظاهرات، باسم الجهاد في سبيل الله” وحرّم المشاركون “الخروج على الحاكم المسلم ولو كان ظالما” رافضين نسبة جماعات الغلو والتطرف إلى “رموز الدعوات الإصلاحية، ولا سيما شيخ الإسلام (الاموي) ابن تيمية و”الامام” محمد بن عبدالوهاب”.. كما نددوا في الوقت نفسه بـ”استهداف الحوثيين لمكة”!!
ومن ابرز دلائل فشل المؤتمر الوهابي هو انهم لم يتمكنوا من المجئ بشخصية علمية سنية معروفة، فلجأوا الى مفتي موريتانيا فجعلوه في واجهة مؤتمرهم!