لا تزال والدة الأسير بلال كايد “ياسين” تنتظر في منزلها عودته إليها في أي وقت، بالرغم من قرار الإداري الذي قطع عليها فرحة انتظرتها 15 عاما، تقول:” بلال ستنتصر عليهم وسيكسر قرار الإداري قريبا”.
ويخوض بلال معركة الإضراب المفتوح عن الطعام منذ 25 يوما إحتجاجا على تحويله للإعتقال الإداري بعد قضائه فترة محكومتيه البالغة 14 عاما ونصف العام في يوم الإفراج عنه، دون تقديم أيه تهمة أو سببا لهذا الإعتقال.
وخلال فترة إضرابه تحول منزله في بلدة عصيرة الشمالية، شمال مدينة نابلس، إلى محطة لكل المتضامنين والنشطاء الذين تستقبلهم الوالدة بالرغم من مرضها وتقدمها في السن بكل صبر وأمل بأن أبنها سيكون بينهم قريبا، بعد أن كانت تنتظر المهنئين بالإفراج عنه.
وفي الطرف الأخر، يخوض بلال إلى جانب إضرابه عن الطعام، حربا أخرى مع إدارة السجون التي تحاول التضييق عليه في سجنه لفك إضرابه، فمع تحويله إلى الإعتقال الإداري في يوم الإفراج عنه في منتصف حزيران الفائت، تم تحويله إلى العزل في ريمون، لتعود لنقله إلى سجن عسقلان وتمنع زيارته بالكامل من قبل عائلته ومحاميه بالكامل.
ولا تعلم العائلة حتى الأن أي من أخباره سوى القليل التي ينقلها المحامي حينما يتسنى له زيارته بعد طول تعطيل ومماطله من إدارة السجون، كما تقول والدته:” لا أحد يعلم شيئا عنه في العائلة حيث منعنا من زيارته بالكامل”.
وكان كايد أعتقل في 19 من ديسمبر 2001 ولم يكن عمره يتجاوز 19 عاما، وحكم عليه بالسجن 15 عاما، بتهمة الانتماء للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومشاركته بعمليات مقاومة ضد الإحتلال، تنقل خلالها في عدد من السجون كان آخرها سجن النقب حين كان من المقرر الإفراج عنه في 13 من حزيران الفائت، قبل أن تحوله محكمة الإحتلال للإعتقال الإداري في سابقة هي الأولى في تاريخ سجون الإحتلال.
وفي فترة العيد غابت الفرحة عن منزل العائلة التي كانت تنتظر بعد 29 عيدا غاب فيها عن البيت، حيث كانت الوالدة قد حضرت كل شئ لاستقباله في أول عيد له بعد الإفراج عنه، وتجمعت العائلة كلها شقيقاته وأشقائه الذين حضر بعضهم من الخارج لاستقباله :” كنا نأمل أن يكون العيد مناسبة فرح بالنسبة لنا، فقد انتظرنا هذا اليوم منذ سنوات، ووالده توفي وهو يحلم بهذا اليوم”.
وكانت والدة بلال تخطط لاستغلال فترة العيد لتخطب له وتفرح بزفافه، فكما قالت فهي وقبل موعد الإفراج عنه كانت قد جهزت منزله بالكامل بالأثاث ورشحت له عدد من الصبايا لاختيار عروسه من بينهن، إلا أن قرار تحويله للإعتقال الإداري هدم لها كل مخططاتها.
ورغم الغصة في نفس الوالدة إلى أنها تصر على ثقتها الكاملة بالله وبأبنها وقدرته على الانتصار وفكر قيد سجنه بقوة إرادته، وتقول إن محاميه نقل لها عن معنوياته العالية وإصراراه على الإستمرار في إضرابه حتى حريته.
المصدر : فلسطين اليوم