في الوقت الذي استقبل فيه المسلمون حول العالم شهر رمضان، فإن هناك جانباً آخر من المسلمين هم “أقليات” في البلاد التي يعيشون بها، يمثل لهم الشهر الكريم تذكيراً بتاريخ من الاضطهاد.
ان الروهنجيا هي أكثر الأقليات اضطهاداً في العالم، وفق تصنيف الأمم المتحدة، ويوجد ما يقرب من 800 ألف مسلم سني في ولاية أراكان غربي ميانمار، وقد قيل إن الاسم يرجع إلى قصة سفينة عربية بها تجار عرب تحطمت بالقرب من جزيرة راماي، وأمر ملك أراكان بإعدام العرب الذين صاحوا “الرحمة الرحمة”، فأطلق على هؤلاء راهام، وتم تحريف المصطلح مع مرور الزمن إلى رهوهانج ثم روهنجيا.
ويعد الروهنجيا وبقية مسلمي البلاد الذين ينحدر أسلافهم من الهند وبنغلاديش، مواطنين بورميين إلى أن انتقلت مقاليد السلطة إلى العسكر في انقلاب عام 1962م، وما لبث أن تدنت وضعيتهم بموجب دستور 1974م الذي لم يعترف بهم مواطنين أصليين، فكان أن حرم معظمهم من حق المواطنة، أي اعتبروا أشخاصا بلا وطن، حيث تعتبرهم السلطات مهاجرين غير شرعيين.
وعلى إثر مذابح متعددة تعرض لها المسلمون هناك، كان آخرها تلك التي وقعت عام 2012، هرب الآلاف من الروهنجيا إلى ماليزيا، حيث يمكنهم ممارسة طقوس عقيدتهم بحرية.
وإلى جانب استعداداتهم للطقوس الرمضانية، يستعد مسلمو ميانمار أيضا لتلقي المزيد من عمليات القتل والاضطهاد والتهجير على أيدي الأغلبية البوذية المتطرفة التي ظلت مدعومة من الحكومات المتعاقبة حتى إجراء الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها حزب أونج سان سوكي “الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية”، والذي فاز مرشحه هيتن كياو في أول انتخابات رئاسية حرة أجريت 15 مارس الماضي.
وتعرض الحزب لانتقادات شديدة بعد حديثه المتكررعن الكيفية التي سيتم من خلالها معالجة وضع الروهنجيا في ولاية راخين، وسط دعوات أممية بمنح الروهنجيا حق المواطنة الكاملة.د
كما يقضي اللاجئون الروهنجيون في مراكز الاحتجاز في تايلاند شهر رمضان المبارك، حيث يتعاون معهم متعاونون محليون على أداء شعائر صلاة الجماعة والإفطار.
وشهر رمضان المبارك بالنسبة للمسلمين هو شهر العبادة والتواصل، لكن مسلمي الروهنجيا تقطعت بهم السبل داخل ميانمار وخارجها.
ففي مركز احتجاز في تايلاند فهم حريصون على أداء مناسك الشهر الفضيل بما تيسر من تسهيلات بعضها من الإدارة، وبعضها من المسلمين المحليين.
”ثيراووت بتمامبيتش” مدير مركز الهجرة في كانشانابور يقول: جميع الأديان مهمة، ورمضان هو شهر مهم جداً بالنسبة للروهنجيا، لذلك نحن نحاول قصارى جهدنا للتسهيل عليهم.
والسلطات التايلندية وزعت عليهم ملابس نظيفة ووفرت لهم طعاما سائغاً بحسب الشريعة الإسلامية بمساعدة مسلمين محليين. ولولا ذلك لحرم هؤلاء من فرحة الإفطار أيضا.
وقالت “جاميرينغ انانسوك” وهي مواطنة محلية: أنا أساعدهم باعتباري متدينة ولكونهم مسلمين، إنهم لا يجدون مكاناً يذهبون إليه، وإذا لم يتوفر لهم هذا الطعام سيقعون في ورطة أكبر.
فر هؤلاء من المذابح في ميانمارعلى أمل الوصول إلى بلدان أخرى كماليزيا أو إندونيسيا، لكن هؤلاء المحتجزين لم يحالفهم الحظ في العبور من تايلاند ومع ذلك فإنهم لم يفقدوا الأمل بالفرج.
محمود يحيى وهو مسلم روهنجي يقول: لا يهم أين أعيش، أنا أصلي لله، فقط لأبقى على قيد الحياة.
المصدر: إینا