أكد وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني، “الدكتور هايل عبدالحفيظ داود” رفض وإدانة الأردن لقرار الكيان الإسرائيلي المتعلق بتوسيع ساحة البراق، واعتبر هذا الإجراء باطلاً وخرقاً للقوانين الدولية والاتفاقيات الموقعة مع سلطات الاحتلال.
و قال الدكتور هايل عبدالحفيظ داود في حديث لـ”الإسلام اليوم” إن مدير أوقاف القدس التابعة للوزارة وجه رسالة واضحة إلى مدير الشرطة الإسرائيلية في القدس تؤكد أن هذه الإجراءات الإسرائيلية باطلة ومرفوضة وإنها اعتداء على المقدسات الإسلامية في المسجد الأقصى، مشدداً على أن الموقف الأردني الراسخ يرفض أي مساس بالمسجد الأقصى المبارك بكافة مساحته.
وقررت حكومة الاحتلال الأسبوع الماضي تخصيص ساحة صلاة مختلطة للرجال والنساء اليهود وتيارات يهودية غير “حريدية” جنوب غرب المسجد الأقصى، حيث يعتبر هذا الموقع جزءًا من منطقة البراق وحي باب المغاربة التاريخي، وجزء من منطقة القصور الأموية التاريخية.
وأكد داوود استمرار الاتصالات عبر وزارة الخارجية والسفارة الأردنية في تل أبيب حول هذا الشأن، والتواصل مع المؤسسات الدولية كاليونسكو والأمم المتحدة لإطلاعها على الممارسات الإسرائيلية وخطورة استمرار مسلسل الخروقات الإسرائيلية وأثرها على الأوضاع في المسجد الأقصى المبارك، مشيراً إلى ما شهدته العلاقة الأردنية الإسرائيلية من توتر نتيجة الممارسات الإسرائيلية في القدس.
كما استنكر وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني في تصريح صحفي تمادي “إسرائيل” باعتداءاتها ضد منطقة القصور الأموية الواقعة إلى جنوب وجنوب غرب المسجد الأقصى المبارك.
ويأتي قرار سلطات الاحتلال الصهيوني بتخصيص ساحة صلاة لليهود في جنوب غرب المسجد الأقصى المبارك، استكمالا لمسلسل الاعتداءات الصهيونية عبر تكريس سياسة الاقتحامات اليومية للمسجد من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال ومنع عمليات الترميم للمقدسات.
كما واصلت سلطات الاحتلال سياسة إبعاد عدد من الشخصيات الإسلامية والمقدسيين ومنعهم من دخول المسجد الأقصى، حيث طالت قرارات الإبعاد حتى الآن 173 مقدسيا، كان آخرها قرار إبعاد مدير الأملاك الوقفية في دائرة أوقاف القدس الدكتور ناجح بكيرات الأسبوع الماضي، مع استمرار الحفريات أسفل المسجد الأقصى.
صبري: الاحتلال يسعى لإضفاء الصفة اليهودية على المقدسات
ورغم مرور أكثر من شهرين على ما سمي بـ “تفاهمات كيري” بين الأردن والكيان الصهيوني والمتعلقة بترتيب الأوضاع في المسجد الأقصى، يؤكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة، الشيخ عكرمة صبري استمرار وتيرة الاقتحامات من قبل المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال لأداء الصلوات التلمودية في ساحة المسجد.
واعتبر صبري في حديث لـ”الإسلام اليوم” أن مخطط توسيع ساحة حائط البراق المحاذية للسور الغربي للمسجد الأقصى يأتي ضمن مخطط حكومة الاحتلال اليمينية لإضفاء الصفة اليهودية على الأوقاف الإسلامية في القدس، وطمس الآثار والمعالم الإسلامية في الساحة التي يطلق عليها اليهود اسم “ساحة حائط المبكى” زوراً وبهتاناً .
وأشار صبري إلى أن بلدية القدس المحتلة تصادق على أي مخطط من قبل الجماعات اليهودية اليمينية تتعلق بالمسجد الأقصى فيما يتم منع عمليات الترميم للأوقاف الإسلامية ومنع دخول المواطنين المقدسيين واستمرار سياسة الإبعاد بحق المقدسيين لإفراغ المسجد الأقصى من المسلمين وتسهيل عملية الاقتحامات.
وحول مشروع تركيب كاميرات المراقبة لرصد الاقتحامات الصهيونية بحسب ما نصت عليه تفاهمات كيري، أكد صبري توقف المشروع بسبب الإصرار الإسرائيلي على أن تكون كاميرات المراقبة تحت إشرافها، منوهاً إلى أن مشروع تركيب الكاميرات لن يثني الاحتلال عن مواصلة اعتداءاته ومسلسل تهويد المقدسات في القدس.
وبحسب الإحصائيات فقد أقتحم المسجد الأقصى ما يزيد عن 500 مستوطن خلال الشهر الماضي، كما اقتحم 31 ضابط من المخابرات إسرائيلية و75 مستوطناً بالإضافة إلى 19 من أفراد حرس الحدود بزيهم وسلاحهم لساحات المسجد الأقصى صباح الأربعاء الماضي ، فيما أعتقل 150 مقدسياً تم اعتقال عدد منهم على أبواب المسجد الأقصى، ضمن ما اعتبره مراقبون مخططاً لإفراغ المسجد الأقصى من المرابطين لتسهيل عملية الاقتحامات الصهيونية.
المصدر: موقع الاسلام اليوم