عدي الطائي
المشهد السياسي في العراق، وتحركات الأحزاب والكتل السياسية، وهدف كسب رغبة الشارع واقناع الجمهور، في ظل أوضاع استثنائية غير مستقرة، أمنياً واقتصادياً، بمواجهة التمدد التكفيري الداعشي، الذي يستهدف أرواح الناس وممتلكاتهم، ويعيث فساداً في البلاد والعباد.
القوى الوطنية أمام تحدي كبير، وبحاجة لموقف موحد وحازم، ليخرجوا العراق من هذه الأزمة الكبيرة، وترك الخلافات الجانبية والمصالح الخاصة، وتوجه البوصلة مجتمعين لصد العدو المشترك، وإيجاد حالة من التكاتف والتعاضد، لمنع التغلغل الخارجي الذي يروم إعادة الأوضاع الى ما قبل سقوط صدام وحزبه العفلقي.
دخول قوات عسكرية من الجانب التركي والتوغل في الأراضي العراقية، تحت حجج واهية وضعيفة، وتبريرات غير متزنة، لاتصمد أمام القوانين والمواثيق الدولية، ما هو إلا خرق واضح، وانتهاك خطير لسيادة العراق، ويعطي صورة مكتملة، عن الأبعاد التوسعية وأهداف الإستيطان، التي يرومها الأتراك، حالمين بعودة عهدهم العثماني، بمباركة ودعم عربي صريح، وصمت إقليمي ودولي مريب.
يبدو أن النار التي أوقدها الإستكبار العالمي، أنضجت الطبخة العربية فأوتت أكلها، على طبق العراق الذهبي، حيمنا أقدمت إرادة التشبث وتطلعات الولاية الثالثة، وأهدت الموصل لداعش اللقيطة، البنت الخنى للسعودية الأم، ولتركيا الأب الغير شرعي.
إن صراع الأقطاب والرغبات التوسعية، أصبحت غاية يسهل منالها، والعراق هو المكان الأكثر ملائمة في تحقيق هذه المشاريع، وكلٍ يسعى لغايةٍ في نفسه. الأنظمة العربية، والمنطلقات الدينية الخاطئة التي تتبنَاها، تدفع بهم للتعبئة الطائفية، وزرع حالة من العداء والضغائن بين الشعوب، أمريكا وسياستها في أدارة المواجهة مع الخصوم، وطموحها المتنامي في إخضاع الدول، وفرض النفوذ والسيطرة، وصولاً الى إقتياد العالم وحكمه، روسيا هي الأخرى تسير بطريق العودة والتسلق، في محاولة لإعادة أمجاد الأتحاد السوفيتي الذي أنهار أبان الحرب الباردة، والأسباب ذاتها التي دفعت تركيا الحالمة باعتلاء صهوة الزعامة، مما جعلها تتحرك طفيلياً وتتخبط في توجيه سياستها، وجميعهم يستهدف العراق، بأرضه ومكونه الإسلامي الشيعي، في تنفيذ مرتسمات ومخططات وأوامر الصهيونية.