سبعٌ من الأشهر الطوال كاملة.. لم يذق فيها اليمنيون طعم الأمان.. من غاراتٍ لا تميز في أحيان كثيرة.. بين هدف عسكري حربي وآخر مدني.. ولا شيء يوقف العدوان لحد الآن.. أو يوقظ ضمير العالم المنحاز إلى الجلاد.. رغم المجازر وسقوط مئات بل آلاف الضحايا.
لم يسلم المدنيون من جور أولي القربى.. فضاقت عليهم الدنيا بما رحبت.. في ظل القصف والحصار الخانق للحياة.. فلا ماء ولا كهرباء ولا غذاء ولا دواء.. إلا ما ضفرت به القلة القليلة من أهل اليمن.. وكأن العربي المنتسب للإسلام دين السلام.. لم يعد يفرق بين امرأة وشيخ وطفل وجندي محارب..
ما بين يوم وآخر من يوميات العدوان.. يستيقظ اليمنيون على مجزرة أو يمسون.. ولا فرق بين ثلاثة أو عشرة أو خمسين.. ما دامت الدماء المراقة لمدنيين أبرياء.. لا ناقة لهم في الحرب ولا جمل.. بل حتى الأطفال الصغارُ منهم.. لم يعد بمقدورهم أن يفهموا لعبة الكبار..
سبع من الأشهر الطوال تمر إذن.. لم تحقق الرياض من جرائمها الحربية.. أيا من الأهداف الجوهرية لهذا العدوان.. وفي قراءة متأنية للمبررات المحتملة.. لهذا القصف الأعمى البصير في آن واحد.. تتضح معالم السعي لإركاع الشعب اليمني.. بعد مقتل وإصابة اثنين وعشرين ألفا.. تقول التقديرات إن ربعهم أطفال ونساء..
وبغرض التهرب من المساءلة القانونية الدولية.. يبدو إشراك السعودية لدول أخرى في العدوان.. أمرا مدروسا أيضا لتوزيع دماء الضحايا على تلك الدول.. كغطاء لضمان حد أدنى من المسؤولية.. عن جرائم الحرب إن لم يكن التنصل منها.. غير أن الأصوات كثيرا ما ارتفعت خلال الأشهر الأخيرة.. بالدعوة إلى التحقيق المستقل النزيه في تلك الجرائم..
وحده الأمين العام الأممي بان كي مون.. دعا إلى ذاك التحقيق ثلاث مرات على الأقل.. كما صدرت عشرات البيانات من منظمات حكومية وغير حكومية.. تدعو إلى التحقيق العادل في انتهاكات حقوق الإنسان.. لكنها لم تفض في النهاية إلى نتيجة تذكر.. لما تتمتع به السعودية من نفوذ مصالح لدى الدول الغربية..
وقد يدفع هذا التفرج من العالم.. على المذبحة التي تحدث في اليمن.. إلى ضرب اليمنيين لتلك المصالح الغربية.. وتهديد السعودية أكثر في العمق.. بما في ذلك المنشآت النفطية.. وهو ما يراه بعض المراقبين كفيلا بالضغط على الغرب لمراجعة الحسابات المصلحية وإعادة النظر.. في جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان..
المصدر : موقع قناة العالم