لم يكن بالإمكان العودة خلافا لمسير حركة الاخرين. كما أن محل وقوع الحادث المفجع كان في نهاية منى ورمي الجمرات، ولم يكن هناك داع لعودة أحد. فالجميع كانوا متجهين لرمي الجمرات.
موعود :
رغم الحزن والأسى الذي يعيشه العالم الاسلامي وألم فراق الحجيج الأبرياء الذين سقطوا على أرض منى المقدسة نتيجة التقصير الواضح في الحفاظ على أرواحهم من قبل الدولة المنظمة للحج الذي يستوجب على الأقل اعتذاراً صريحا من قبل السعودية، نجد للأسف أن حكام هذا البلد وأذنابهم وفي قفزة تنم عن فرارهم الى الإمام بدأوا يطلقون كلمات تتهم الحجيج بافتعال الحادثة الاليمة، أمر لا يساهم قطعا إلا في مضاعفة ألم اسر الضحايا والمصابين.
فبعد أن اتهمت السعودية “الحجاج بعدم النظم” وأن الحادث كان “قضاء وقدرا” ها هم اذنابها يتهمون الجمهورية الاسلامية بالذات رغم أنها فقدت العدد الأكبر من الحجيج في هذه الحادثة!
فهاهي صحيفة الشرق الاوسط التابعة لحكام السعودية تتهم الحجيج الايرانيين بافتعال الحادثة الأليمة، على لسان شخص تزعم أنه من مطوفي الحج الايرانيين رغم تسترها على اسم هذا المرشد الذي تنسبه الى منظمة الحج الايرانية!!!
وزعمت الصحيفة الملکیة السعودية أن: قرابة 300 حاج إيراني خالفوا تعلميات التفويج المحددة وساروا في الاتجاه المعاكس مما تسببب بحادثة التدافع!!!
وللتعرف على حقيقة الأمر وتفنيداً للرواية التي تبنتها الصحيفة من خلال نقل هذا المدعى على لسان مرشد ايراني التقت وكالة اهل البيت للأنباء أحد مسؤلي بعثة الحج الايرانية في منى للتعرف على الرواية الحقيقية لهذا الحدث والرد على ما جاء في هذا المقال.
وقد ارتأينا عدم ذكر اسم هذا المسؤول للحفاظ على سلامته وسنحتفظ به حتى عودته من مراسم الحج.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موعود: أوردت صحيفة الشرق الاوسط اليوم وعلى صفحتها في الانترنيت أن 300 زائر ايراني تحركوا عكس التيار وساهموا في وقوع هذه الحادثة المأساوية على أرض منى، فكيف تفندون هذا المدعى بكما أنكم كنتم شاهدا على هذا الحادث الأليم؟
ـــ ما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط ليس صحيحا بالمرة. فمن حج التمتع في الأعوام الأخيرة يعلم بشكل لا لبس فيه أن لا وجود لطرق عودة الى الخلف. لذلك لم يكن من الصحيح أن 300 زائرا كانوا قد تحركوا عكس التيار كما قيل. هذا فضلا عن أن الحادث وقع في صباح يوم العيد، أي قبل رمي الحاج الجمار ليقال إنه بدأ بالعودة. فلماذا اذا عاد الحجيج الإيرانيون كما تدعي الصحيفة ؟!
موعود: لقد كانت الحركة المعكوسة في السنوات الماضية كما هو معلوم أمر غير ممكن لافتراق طرق الذهاب والإياب فهل أصبح بالإمكان هذا العام حدوث هذا الأمر خلافا للسنوات الماضية؟
ـــ لم يكن بالإمكان العودة خلافا لمسير حركة الاخرين. كما أن محل وقوع الحادث المفجع كان في نهاية منى ورمي الجمرات، ولم يكن هناك داع لعودة أحد. فالجميع كانوا متجهين لرمي الجمرات.
موعود: زعمت صحيفة الشرق الأوسط في خبرها أن تفاصيل الحادث بدأت عندما تحرك 300 حاج إيراني من مزدلفة مباشرة لرمي الجمرات ولم تنزل في المخيمات المخصصة لها كما هو معمول به لعموم الحجاج.
ـــ لقد كنا ضمن هذه الحشود، فبعد دخولنا منى تناولنا طعام الفطور في خيامنا، ثم توجهنا صوب الجمرات. فوقوع الحادث كما ذكرت كان قد وقع قريبا من الجمرات، لا في بداية طريق مزدلفة. وهناك تكون الطرق في اتجاه واحد، تتجه بأجمعها صوب الجمرات! وكيف أمكن لهذه المجموعة الصغيرة أن تخترق الجموع الغفيرة التي تجاوزت مئات الالاف من الحجيج وتسير عكس حركتها؟
موعود: مع ملاحظة ما ذكرتم من توضيحات ما هو سر التدافع وتكدس الضحايا من حجاج بيت الله الحرام؟
ـــ للأسف كان سبب ذلك سلوك الشرطة السعودية التي أغلقت المنافذ! فقد عمدت الشرطة السعودية الى غلق المنافذ وتوجيه اغلبية الحجيج الى الشارع 204 (أو سوق العرب) وحين اتجه الحجيج الى نهاية الشارع وجدوه مقفراً! وهنا بدأ الضغط يتزايد من الجموع الكبيرة، حينها طالبت قوى الأمن الحشود التي كانت في البداية بالجلوس على الأرض فظنّ من كان خلفهم بأن الطريق قد فتح فبدأوا بالحركة وتحرك من كان خلفهم أيضا وبدأت عملية الضغط والتدافع تزداد شيئا فشيئا فتساقط الحجيج على بعضهم البعض وحدثت هذه الفاجعة الرهيبة.
موعود: لقد اثيرت الكثير من الاحتمالات حول إغلاق الطريق رقم 204. فيما بقي الجانب السعودي ساكتا لا يجيب على هذه الاشكالات ولم يعلن السبب الحقيقي من وراء هذه الحادثة. فهل اتضحت لكم حقيقة إغلاق هذا الطريق؟
ـــ لعل سبب ذلك أن السلطات كانت تخشى احتشاد الجموع في الجمرات وعلى الجسور كي لا تقع حوادث من قبيل السقوط من أعلى الجسور كما حدث في السنين الماضية، لكن على كل حال تم هذا الأمر بطريقة سيئة ولم تلحظ فيها الدقة في تسيير الحجيج ونتائج ذلك.
موعود: لو افترضنا جدلاً أن حجاج بعض البلدان تحركت خلاف مسير الحجيج! فهنا سيبدر سؤال للأذهان وهو أين كانت قوى الأمن عن هكذا تصرف؟
ـــ لم تلعب قوى الأمن دوراً ايجابيا في ما حصل. فحين حدث الحادثة وتساقط الحجيج وتكدسوا واختنق الكثير من الضحايا، فيما لم تقم قوى الامن بشئ يذكر بل اكتفت بمشاهدة الحادث، ولم تقدم يد العون لأحد ما، كما أن أعدادهم كانت قليلة جداً. هذا فضلا عن أن قوى الأمن كانوا هم سببا في ما وقع لأنهم وبدل أن يغلقوا منافذ الدخول عمدوا الى إغلاق منافذ الخروج!
موعود: نفهم من كلامك أن نهاية الشارع لو كانت مفتوحة لما حصل هذا الحادث؟
ـــ لو كان الطريق مفتوحاً لما حصل هذا الحادث المأساوي، ولو توفر طريق للخروج ولو بعد مضي دقائق من الحادثة لما تطور الأمر الى سقوط هذا الكم الهائل، فقد كانت الجموع تتزايد في كل لحظة تمر كما أن ” الطقس الحار” و “عدم توفر منفذ للخروج” كان قد سببا في وقوع المزيد من الضحايا.
موعود: تحدثت صحیفة الشرق الاوسط عن وجود معلومات تفيد بأن المجموعة الإيرانية كان مقررا لها أن تفوج مع بعثة الحج التركية بعد ساعات من وقوع الحادثة!
ـــ هذا الزعم يخالف الواقع. فلم تكن هناك اي ارشادات للحجاج تكون وفق الانتماء لبلدانهم. فلم يعلن أي زمان من هذا القبيل. فقد كان الحجاج الإيرانيون يسلكون كل عام هذا الطريق في نفس هذا الوقت كما أن الطريق لم يكن يخصّ الإيرانيين بل هو طريق يسلكه الحجيج من اي بلد كانوا.
موعود: مع ملاحظة هذه الوقائع ، لماذا تعمد الاجهزة الإعلامية السعودية على بثّ مثل هذه المزاعم الكاذبة؟
ـــ لقد انتهج السعوديون نظرية الفرار الى الأمام! وعدم تحمل مسؤوليتهم وتقصيرهم في أداء المهام التي تقع على عاتقهم في منى!
موعود: نسبت صحيفة الشرق الاوسط هذه التصريحات إلى مسؤول في البعثة الإيرانية لم تذكر اسمه؟!
ـــ نعم هذا صحيح؛ لأن هكذا شخصية لا وجود لها على أرض الواقع! وقد كذّب الإيرانيون مثل هذه التصريحات بشكل قطعي ونفوا صدورها عنهم.
موعود: زعمت بعض وسائل الإعلام السعودية أن المسبب الرئيس لهذه الحادثة هي الحكومة الايرانية وادعت أن بعض الإيرانيين اعتقلوا بعد هذه الحادثة، ما تعليقكم على مثل هذه الاخبار وهل هي أخبار صحيحة؟
ـــ هذه الأخبار ليست سوى مجموعة اتهامات كاذبة، ولم تحصل هكذا امور. ولم يعتقل أو يسجن أي ايراني بعد هذا الحادث.
موعود: لماذا كان عدد الضحايا الايرانيين مرتفعا في هذا الحادث؟
ـــ يعود سبب ذلك الى وجود خيم الاخوة الإيرانيين والأفارقة في هذه المنطقة بالذات! فقد أوصدت الشرطة الطرق الاخرى أمامنا. رغم هذا لم تكن إيران البلد الاول في عدد الضحايا؛ نعم كان عدد الشهداء من الإيرانيين مرتفعاً، فيما فاق عدد الضحايا الأفارقة عدد الضحايا من باقي البلدان.
موعود: لم يصل المغيثون والمسعفون مكان الحادث إلا بعد مرور اكثر من ساعتين او ثلاث ساعات من وقوع الفاجعة. كيف يمكن تصور هكذا أمر؟!
ـــ المؤسف فيما راينا هو عدم استعداد الدولة المضيفة لإدارة هكذا حوادث! وقد لاحظنا هذا الامر في حادثة الرافعة في المسجد الحرام فقد وصل المسعفون بعد مضي فترة طويلة على حدوث تلك الفاجعة.
موعود: نشكركم لتواصلكم معنا والاجابة على اسئلتنا رغم الضروف الصعبة التي تعيشونها في البلد الحرام.
ـــ أنا بدوري اشكركم واسال الله ان يمن على أسر الضحايا بالصبر والأجر. متمنيا من أبناء شعبنا الدعاء للعثور على المفقودين أحياء.