كشفت صحيفة «هآرتس» العبرية أنه بعد ما يزيد عن العام من تجمد العلاقات الإسرائيلية التركية، استؤنفت المحادثات حول اتفاقية مصالحة بين البلدين بمقابلةٍ بين مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية دوري جولد ونظيره التركي فريدون سينرلي.
موعود: بحسب التقرير، الذي نقله موقع «التقرير» العربي فقد قال مسؤول إسرائيلي كبير إن جولد قد سافر سرا إلى روما يوم الاثنين لمقابلة سينرلي، المسؤول عن “الملف الإسرائيلي” في الحكومة التركية والشخص الذي قاد الفريق التركي المفاوض في حل الأزمة مع إسرائيل.
لم يُعلم جولد، والذي يعد مقربا من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وتم تعيينه مؤخرا كمديرٍ عام لوزارة الخارجية، مستشار الأمن القومي يوسي كوهين أو المبعوث الخاص لمكتب رئيس الوزراء إلى تركيا جوزيف سيشانوفر، والذي تولى العلاقات مع حكومة رجب طيب اردوغان لخمسة أعوام وحافظ على خطوط الاتصال مع سينرلي مفتوحة؛ بخططه.
علم كوهين وسيشانوفر، واللذان صاغا مسودة الاتفاقية في فبراير ٢٠١٤، عن المقابلة بين جولد والمسؤول التركي بعد حدوثها. كان سلف جولد، نسيم بن شطريت، ايضا عضوا من فريق التفاوض مع تركيا. أشار المسؤول الإسرائيلي الكبير، والذي طلب عدم ذكر اسمه نظرا لحساسية القضية، إلى أنه قبل سفر جولد إلى روما لم يكن هناك مناقشةً رسمية حول وضع المفاوضات مع تركيا. ورفض المتحدث باسم وزارة الخارجية إيمانويل ناكسون التعليق.
حدثت المقابلة في روما بعد أسابيعٍ فقط من الانتخابات البرلمانية التي فشل فيها حزب اردوغان في الحصول على أغلبية تمكنه من تعديل الدستور. بل إنها أجبرت اردوغان على تشكيل حكومة إئتلافية مع حزبٍ أصغر.
في مارس ٢٠١٣، خلال زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى إسرائيل، اعتذر نتنياهو لاردوغان عن مقتل مدنيين خلال الغارة البحرية الإسرائيلية على سفينة مافي مرمرة، والتي كانت جزءا من أسطولٍ بحريٍ تركيٍ صغير متجها إلى غزة في مايو ٢٠١٠، والذي أدى إلى تدهور العلاقات وطرد السفير الإسرائيلي في سبتمبر ٢٠١١.
ورغم أن المكالمة الهاتفية أدت إلى مفاوضاتٍ بين الطرفين، فإنها سرعان ما توقفت. في ديسمبر ٢٠١٣، وبعد بضعة اشهر بدون تقدم، حدث تقدم وسافر فريق تفاوض إسرائيلي إلى محادثاتٍ في اسطنبول. وبعد عدة أسابيع جاء فريق التفاوض التركي إلى القدس. جاء التقدم عندما أصبح الطرفان مستعدين لأن يكونا مرنين فيما يتعلق بحجم التعويضات لعائلات المدنيين الذين قتلوا أو أصيبوا في الهجوم على مرمرة.
وافقت إسرائيل على زيادة التعويضات إلى ٢٠ مليون، بل وأمر نتنياهو فريق التفاوض بعرض مليوني أو ثلاثة ملايين دولار آخرين من أجل تسوية الأمر. لم يتم دفع التعويضات مباشرةً إلى العائلات، لكن تم نقلها إلى مؤسسةٍ إنسانية سوف تقوم بتوزيع الأموال على العائلات حسب معاييرٍ عدة.
في فبراير ٢٠١٤ تم كتابة مسودة اتفاقية بين البلدين. بجانب حجم التعويضات، وافق البلدان على أن يقوم البرلمان التركي بتمرير قانون يلغي القضايا التي تم رفعها على ضباط وجنود جيش الإسرائيلي الذين اشتركوا في الهجوم على مرمرة.
كما تم صياغة إطار لتطبيع العلاقات. اقترح فريق التفاوض الإسرائيلي أن يوافق نتنياهو على الصفقة، لكنه أجل قراره، رغم أمره السابق بتسوية الأمر.
بعد عدة أسابيع، ضغط أوباما على اردوغان للموافقة على الصفقة وإنهاء الصدع مع إسرائيل. قال ضابطٌ إسرائيلي كبير حينذاك إن مسودة الإتفاقية تم تجهيزها، لكن نتنياهو مازال عليه أن يوقع، مما يطيل الصراع. حيث قال أردوغان لأوباما آنذاك إن “الكرة في ملعب نتنياهو”.