هناك الكثير من الشخصيات التي مرت عبر السنين الطويلة في تاريخ البشرية اشتهرت، منها رجالات سياسة ودين وفلاسفة وعلماء؛ ويأتي التاريخ ليشهد لهم، سواء على أعمالهم الشريرة أو على انجازاتهم التي ساهمت في تطور البشرية وتقدّمها.
فكيف يحاكم التاريخ اليوم هذه الرجالات التي كتبت سطورا لا تمّحى من صفحاته، ومن هي أهم شخصية بطلة وأكثر شخصية شريرة صادفها التاريخ؟ هذا هو ما دار عليه الاستفتاء الذي جرى أخيرا والذي استطلع آراء أكثر من
7000 طالب في 37 دولة شملت الأرجنتين وباكستان وكوريا الجنوبية وإيطاليا والولايات المتحدة.
وطلبت الدراسة من الطلاب الذين تتراوح أعمارهم في بداية العشرينات، الإدلاء برأيهم في 40 شخصية وحادثة مؤثرة عبر مختلف مراحل تاريخ العالم. وكان على طلاب الجامعات اختيار درجة من مقياس يبلغ سبع درجات، كيف أن الأحداث والشخصيات أثرت إيجابا أو سلبا على تاريخ العالم.
فكانت النتيجة حصول الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الإبن على أعلى نسبة من الكراهية؛ إذ طغت كراهيته على كراهية الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين؛ بينما تفوق العالم الفيزيائي ألبرت آينشتاين على الأم تريزا والمهاتما غاندي السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلالها، من حيث أبرز الأبطال، واعتبر آينشتاين مصدرا للإلهام أكثر من العديد من الشخصيات التي قدّمت فلسفات إنسانية على مر التاريخ.
وجاء في الاستطلاع أيضا أن الزعيم النازي أدولف هتلر والرئيس العراقي الراحل صدام حسين وأسامة بن لادن احتلوا أولى مراتب قائمة الأشرار.
ولكنّ الملفت في الاستطلاع هو سقوط بوش الإبن في هوة التاريخ بصفته أكثر الناس شرا على مستوى العالم، ويأتي في القائمة بعد هتلر وبن لادن مباشرة. لكن الملفت تفوق يوش الابن على ستالين وماو تسي تونغ زعيم الحزب الشيوعي الصيني منذ 1935 حتى وفاته 1966 وفلاديمير لينين قائد الثورة البلشفية في روسيا، كأكثر الشخصيات كراهية في دراسة جديدة تختص بأبطال وأشرار مرّوا في التاريخ.
وعلى الرغم من أنّ ستالين وجنكيز خان كانا مسؤولين عن أعداد لا تحصى من القتلى بين البشر، إلّا أنّ ذكرى الرئيس بوش الإبن لا تزال حية وحاضرة في ذاكرة البشر.
وتفوق آينشتاين على مارتن لوثر كينغ الناشط السياسي، الذي طالب بإنهاء التمييز العنصري ضد السّود في عام 1964 والحاصل على جائزة نوبل للسلام، محتلا موقع أكبر أبطال العالم.
وحسبما ذكر موقع “الديلي ميل” البريطانية، فإن الاستطلاع أظهر أنّ أبطال الدراسة كانوا من بين العلماء والمكتشفين والذين ناضلوا لأجل الحرية والتقدم.
كما برزت أسماء كل من غاندي وإسحاق نيوتن العالم الإنجليزي وأحد أبرز العلماء المساهمين في الفيزياء والرياضيات وغوتاما بودا مؤسس الفلسفة البوذية، وأبراهام لينكولن الرئيس الـ16 للولايات المتحدة الأميركية.
ومن بين أكثر 10 أشرار على مستوى العالم جاء جنكيز خان وماو ولينين وستالين والامبراطور الصيني تشين شي هوانغ.
والبارز أيضا أن الآراء اتفقت في اختيار شخصيات الأبطال، ولكنّها اختلفت في اختيارها لشخصيات الأشرار.
يقول داريو باييز، وهو محاضر في جامعة الباسك الإسبانية أن “هناك تباينا كبيرا في الآراء بشأن الأشرار. يمكن تقييم ذات الشخصية بصورة سلبية للغاية في إحدى البلدان، أو بصورة غير سلبية بل وحتى إيجابية بالكامل في مكان آخر من العالم. وهذه هي الحال في شخصية مثل أسامة بن لادن على سبيل المثال”.
وحين طلب الباحثون من الطلاب الرد بشكل عفوي على أهم الشخصيات في التاريخ، كانت أسماء الزعماء السياسيين أو العسكريين دائما في المقدمة. ويعتقد الباحثون أن هذا الرد مرجعه الأمور التي تدور في أذهان الطلاب التي تتمحور حول الحروب والصراعات، ونزاعات السلطة.
ولكن مع إفساح المجال أمام التفكير في الأسئلة، كان الطلاب أنفسهم يعلقون أهمية كبرى على العلماء وغيرهم من الشخصيات الإنسانية الأخرى.
وحينما وجه الباحثون الأسئلة حول الأحداث التاريخية، كانت الحقائق المتعلقة بالفترات الزمنية الطويلة مثل الثورة الصناعية أو التطورات العلمية، تحتل مكانة متقدمة، على غرار الحروب.
وبعد استخدام آلية بحث LPA (علم دراسة الشخصية) صنّف الطلاب المشتركون في فئات أربع على النحو التالي: “المثاليون الدينيون” و”المثاليون العلمانيون” “الواقعيون السياسيون” وقليلو الاكتراث بالتاريخ”.
وتوصلت الدراسة إلى انّ “المثاليين الدينيين” و”المثاليين العلمانيين” عبّروا عن عن آرائهم السلبية حيال بن لادن وصدام وهتلر. اما “المثاليون الدينيون” و”المثاليون السياسيون” فكانت آراؤهم إيجابية تجاه الزعماء الدينيين مثل بوذا.
بيد أن مجموعة “الذين لا يكترثون لأحداث التاريخ” بينت الدراسة أنهم لم يكنّوا أي مشاعر قوية لأي من الشخصيات بصرف النظر عن جورج دبليو بوش الذين يمقتونه كثيرا.
وخلصت الدراسة إلى أنّ المجموعات الأربع كلها اتفقت على كراهية شخصية بوش الابن.
المصدر : الشرق الاوسط