آية الله العظمى السيد محمد رضا الكلبايكاني من مراجع الدين الإمامية في قرن العشرين كان يحظى بالورع والزهد والعلم، توفي رضوان الله تعالى عليه في 24 من جمادي الآخرة، وهذه نبذة من حياته…
ولادته ونسبه :وُلد السيد الكلبايكاني سنة ( 1316 هـ ) في مدينة كلبايكان ، التي تقع في وسط إيران .
وكان والده السيد محمد باقر من العلماء المعروفين في مدينة كلبايكان ، وكان عالماً زاهداً وورعاً ، أما والدته فهي السيدة هاجر التي كانت من النساء المعروفات بالعفاف والتقوى .
دراسته :
توفيت والدته وعمره ثلاث سنوات ، وعندما بلغ التاسعة من عمره فقد والده ، لكن حالة اليُتم التي عاشها لم تكن تمنعه من مواصلة الدراسة وطلب العلم .
فدرس بعض المقدمات على يد بعض أقاربه في كلبايكان ، ثم انتقل إلى مدينة خونسار ، وسكن في إحدى مدارسها الدينية ، للتفرغ إلى طلب العلم .
وعندما بلغ عمره ستة عشر عاماً سمع بمجيء آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري إلى مدينة أراك ، فذهب إليها لحضور دروسه ، واستمرَّ على ذلك إلى أن انتقل الشيخ الحائري إلى مدينة قم المقدسة ، فدعاه إلى الانتقال إليها ، فَلبَّى دعوة أستاذه ، وسافر إلى مدينة قم المقدسة ليواصل دراسته فيها .
تدريسه :
كان السيد الكلبايكاني إلى جانب حضور دروس الشيخ الحائري في مدينة قم المقدسة يمارس تدريس مرحلة السطوح ، وهي المرحلة الأخيرة من الدراسة ، التي تسبق مرحلة حضور البحث الخارج ، التي تمثل المرحلة النهائية في الدراسات الحوزوية المعروفة .
فعُرف في طليعة الأساتذة البارزين في الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة ، وقد تخرج على يده عدد من العلماء ، بلغ عدد كبير منهم مرتبة الاجتهاد .
أساتذته :
نذكر منهم ما يلي :
1 – الشيخ عبد الكريم الحائري .
2 – السيد محمد حسن الخونساري .
3 – الشيخ محمد باقر الكلبايكاني .
4 – الشيخ محمد حسين النائيني .
5 – الشيخ محمد رضا المسجد شاهي .
6 – الشيخ ضياء الدين العراقي .
7 – السيد أبو الحسن الإصفهاني .
مرجعيته :
بعد وفاة الشيخ الحائري تحوَّلت زعامة الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة إلى آية الله العظمى السيد حسين البروجردي ، ويومها كان السيد الكلبايكاني من الأعلام المعروفين بالأهلية لِدَور المرجعية .
وقد ازدحم درسه بحضور كبار الأساتذة والطلبة ، كما طبعت رسالته العملية ، وصار عدد من المؤمنين يرجعون إليه .
وبعد وفاة السيد البروجردي أصبح واحداً من أشهر مراجع التقليد ، واتَّسع نطاق تقليده ، ولَمعَ نجمُه في مختلف المجامع العلمية ، في داخل إيران وخارجها .
سيرته ومواقفه :
كان السيد الكلبايكاني ذا ذِهنٍ ثاقب ، له باعٌ طويل في البحوث الفقهية ، وكان صلباً في الدفاع عن المعتقدات الإسلامية ، ومتواضعاً لِطُلاَّبه ، موقِّراً لأساتذته .
أما عن عبادته فقد كان السيد من أهل الدعاء ، والتوسل ، والقيام بالليل ، يأنس بقراءة القرآن ، والمناجاة .
وأما عن مواقفه من نظام الشاه ، فقد كان له مواقف عديدة منها استنكاره لقوانين الانتخابات العامة والمحلية التي سَنَّها الشاه .
كما أصدر بياناً استنكر فيه هجوم قوات أمن الشاه على المدرسة الفيضية ، وإبعاد الإمام الخميني إلى تركيا .
بالإضافة إلى استنكاره للعدوان الصهيوني على فلسطين ، واحتلاله الأراضي العربية في عام ( 1967 م ) .
مؤلفاته :
نذكر منها ما يلي :
1 – كتاب القضاء .
2 – كتاب الشهادات .
3 – كتاب الحج .
4 – كتاب الطهارة .
5 – الدرّ المنضود في أحكام الحدود .
6 – إفاضة العوائد في علم أصول الفقه تقريرات أستاذه الشيخ الحائري .
7 – بلاغة الطالب في شرح المكاسب .
8 – مجمع المسائل .
9 – حاشية على وسيلة النجاة للسيد أبي الحسن الأصفهاني .
10 – حاشية على العروة الوثقى للسيد محمد كاظم اليزدي .
11 – توضيح المسائل .
12 – رسالة في صلاة الجمعة وصلاة عيد الأضحى وعيد الفطر .
13 – الهداية إلى من له الولاية .
14 – رسالة في المحرَّمات في النَّسَب .
15 – رسالة في عدم تحريف القرآن .
وفاته :
انتقل السيد الكلبايكاني ( قدس سره ) إلى رحمة الله في مدينة قم المقدسة ، سنة ( 1414 هـ ) ، وشُيِّع تشييعاً مهيباً .
ودفن ( قدس سره ) في مدينة قم المقدسة ، إلى جوار مرقد السيدة فاطمة المعصومة ( عليها السلام ) .