أكّدت شهادات جديدة لعوائل السجناء في سجن جو المركزي، استمرار التعذيب الممنهج ضد السجناء، وذلك منذ العاشر من مارس الماضي.
موعود : أكّدت شهادات جديدة لعوائل السجناء في سجن جو المركزي، استمرار التعذيب الممنهج ضد السجناء، وذلك منذ العاشر من مارس الماضي.
المعتقل علي السميع، المحكوم بالمؤبد – الذي بدا شاحب الوجه وتعلوه آثار التعذيب – أكّد بأن التعذيب لازال قائماً في مبنى 4، وقال بأنّ القوات الخليفية تتناوب على “تقديم وجبات من التعذيب بدل وجبات الطعام”، مشيرا إلى عدم قدرة السجناء على النوم في ظلّ القلق من تعرّضهم للهجوم في أيّ وقت، كما أكّد السميع لعائلته في الزيارة التي تمت اليوم الأحد، 12 أبريل، بأنهم لازالوا محتجزين في خيم خارج مبنى السجن، ولم تسمح لهم السلطات بالاستحمام إلا مرة واحدة خلال الأسبوع.
وقد أوردت شاهدات أن المعتقل عباس السميع، المحكوم بالإعدام، شوهد مقيّد الأيدي والأرجل، وبدت أسنانه مكسورة، وأذنه مصابة.
وأوضحت الشهادات بأنّ عددا كبيرا من السجناء يعانون من احتراق في الجلد بسبب حرار الجو وتعرّضهم الدائم للشمس في المعسكر خارج السجن، وأغلبهم يُعاني من الإرهاق في ظلّ استمرار سوء المعاملة “غير الإنسانيّة”.
وأوضح شهود عيان بأن السجين علي صنقور لازال يُعاني من عدم القدرة على المشي، بسبب ما تعرّض له من كسور في الحوض والرجل خلال الهجوم على السجن، وهو يستعين ب”العكاكيز” ومعونة زملائه في السجن للتحرّك.
الاعتداء بالضرب لازال مستمرا في خيم “جو”، كما أن السجناء ليس لديهم ما يرتدونه إلا الملابس التي كانوا بها يوم الهجوم على السجن، وهو يُعاودون ارتداءها بعد غسلها، كما أن السلطات تكرر تهديدهم بعدم رفع ملابسهم أثناء الزيارة لكي لا يرى الأهالي آثار التعذيب عليهم.
الشهادات المستمرة قالت بأنّ السجناء رأوا الموت خلال معاناة “جو”، وخاصة في مبنى 10، الذي تجري فيه عمليات تعذيب سريّة، شببهها مراقبون ب”غوانتينامو” وسجن “أبو غريب”. وقد ذكر البعض أنّ بعض السجناء أُصيبوا بالهوس العقلي بسبب حكايات التعذيب التي تعرضوا لها أو سمعوا بها، لاسيما وأن هناك حالات إصابة بين السجناء قد يجري “قطع أطرافهم” بسبب شدة الإصابة وعدم تلقي العلاج المناسب مبكرا.
وقد أبدت بعض الشهادات الأخيرة مخاوف جدية على حياة الشيخ محمد علي المحفوظ، رئيس جمعية العمل الإسلامي، الذي يُواجه مخاطر القتل البطيء في مبنى 10، بحسب ما ذكرت بعض السجناء.