أكد مدير مركز الدراسات الآسيوية في مركز دراسات الأهرام أن الإضطهاد في ميانمار أساسه ديني ومتورطة فيه المؤسسات البوذية والمتطرفة والنظام الحاكم ورئيس البلاد، محملا الغرب والولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص مسؤولية هذه الإنتهاكات عبر الصمت عنها.
وقال محمد فايز فرحات في حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية مساء الاحد إن ما يحدث في ميانمار ضد أقلية الروهينغا هي مشكلة دينية، لانها تقوم على سياسات عدائية واضحة من الأغلبية البوذية ضد الأقلية المسلمة من جانب، ومن جانب آخر يتورط في هذه العمليات المؤسسات البوذية المتطرفة.
وأضاف: يتورط فيها أيضا النظام الحاكم والرئيس نفسه، لإعطائهم الضوء الأخضر لهذه الممارسات العدائية ضد المسلمين من خلال التصور الذي طرحه حول تسوية هذه المشكلة عندما قال إن “هؤلاء ليسوا مننا وهم جاؤوا مع الإستعمار ويجب أن يخرجوا من البلاد”، وأنه ليس لديه أي تصور لتسوية هذه المشكلة إلا بخروجهم من البلاد وعودتهم الى بنغلادش.
وأوضح فرحات أن هذه المشكلة تعود الى طبيعة النظام السياسي في ميانمار رغم أنه بدأ عملية تحول ديمقراطي في السنوات الأخيرة، قائلا إن هذه الديمقرطية يبدو أنها سوف تكون مقصورة فقط على الأغلبية البوذية وإقصاء كل من هو غير بوذي، وإن المشكلة طائفية وعرقية وقومية وتتعلق بتعثر عملية التحول الديمقراطي.
وحمل فرحات الغرب والولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص مسؤولية ما يجري في ميانمار ضد الأقلية المسلمة هناك، منوها الى أن الولايات المتحدة الأميركية تبنت سياسات تدخلية ومارست ضغوطا قوية ضد إنتهاكات حقوق الإنسان في دول آسيوية عديدة، وساندت بقوة الحركة الإنفصالية في إقليم تيمور الشرقية ضد الحكومة الإندونيسية.
واشار فرحات الى أن الولايات المتحدة الأميركية تتبنى خطابا واضحا تجاه ما تسمية ممارسات ضد حقوق الإنسان في الصين، وهي الدولة الأولى في إقليم شرق آسيا، وهي تتبنى خطابات مماثلة فيما يتعلق بعملية التحول الديمقراطي بشكل عام والدفاع عن حقوق الإنسان في أقاليم ودول آسيوية عديدة.
وتابع: في حالة ميانمار واضح أن هناك سكوت وغموض واضح في الموقف الأميركي أو تجاهل لما يحدث فيها، وهذا الأمر راجع الى أن واشنطن ليس لها مصلحة في نصرة قضايا الأقلية المسلمة في ميانمار، ومصلحتها الأساسية الآن هي مع النظام الحاكم فيها رغم أن سجله في التحول الديمقراطي مازال ضعيفا، والولايات المتحدة الأميركية وفقا لكثير من التحليلات تسعى الى توسيع شبكة تحالفاتها الأمنية في المنطقة في محاولة لإحتواء الصعود الصيني وغيره.
وأكد فرحات أن هناك دولا إسلامية لم تقم حتى الآن بواجبها بشأن الإضطهاد في ميانمار وإلتزمت الصمت حياله، قائلا إنه لا يوجد خطاب عربي وإسلامي بخصوص هذا الموضوع، بإستثناء ما حدث في مكة عندما أعلن عن إرسال لجنة لتقصي الحقائق وتقديم بعض المساعدات والتي يؤكد مراقبون أنها لم تصل الى هناك.
Check Also
بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!
الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …