قال ديرلوف “مما لا شك فيه أن التمويل الكبير و المتواصل من قبل الجهات المانحة خاصة في السعودية و قطر – و التي غضت عنها السلطات الطرف – قد لعبت دوراً محورياً في زيادة تغلغل داعش في المناطق السنية من العراق. إن مثل هذه الأشياء لا تحدث ببساطة من تلقاء نفسها و في حين أن الزعامات القبلية و الطائفية في المحافظات ذات الغالبية السنية تدين بالفضل لدافعي أجورهم من السعوديين و رجال الأعمال الخليجيين، لذا من غير المرجح أن يتعاونوا مع تنظيم داعش دون موافقة منهم.
كتب الكاتب البريطاني باتريك كوكبورن في الأندبدنت البريطانية قال فيه: “إلى أي مدى يمكن أن تكون المملكة العربية السعودية متواطئة في استيلاء داعش على جزء كبير من شمال العراق، و ذلك بتأجيج الصراع السني الشيعي في العالم الإسلامي” و يتابع كوكبورن: ” قبل أحداث 11 أيلول، قال الأمير بندر بن سلطان، الذي شغل في السابق سفير السعودية في واشنطن و رئيس الاستخبارات السعودية قبل بضعة أشهر، في محادثة مع رئيس أجهزة الاستخبارات البريطانية MI6 السيد ريتشارد ديرلوف: “الوقت ليس بعيد المنال في الشرق الأوسط، ريتشارد، عندما سيكون قول “الله يكون في عون الشيعة” حرفياً، فالمليارات من السنة قد نالت الكفاية منهم.”
و يضيف الكاتب الإنكليزي: “اللحظة القاتلة التي تنبأ بها بندر قد وصلت الآن للشيعة، و تلعب السعودية دور هام في خلقها في تحقيق ذلك بدعم الجهاد ضد الشيعة في العراق و سوريا .
فمنذ الاستيلاء على الموصل من قبل مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق و سوريا في حزيران، قتل الكثير من أطفال و نساء الشيعة في قرى جنوب ركوك، و قتلت طلاب من القوة الجوية الشيعية بالرشاشات و دفنتهم في مقابر جماعية قرب تكريت”.
و يصف كوكبورن ما قامت بهد اعش في الموصل فيقول: ” قامت داعش بتفجير مقامات و مساجد الشيعة و استولت على 4000 منزل في مدينة تلعفر الشيعية كـ “غنائم حرب”،ببساطة أن تكون شيعياً أو علوياً في المناطق المسيطر عليها من قبل السنة اليوم أصبح يشكل خطراً مثلما كان اليهودي في المناطق النازية من أوروبا عام 1940”.
و يتابع “ليس هناك شك حول دقة ما قاله الأمير بندر، الأمين العام لمجلس الأمن الوطني السعودي عام 2005 ورئيس المخابرات العامة بين عامي 2012 و 2014، نفس العامين الذين كانا حاسمين حيث قام جهاديو تنظيم القاعدة بالهيمنة على المعارضة السنية المسلحة في كل من العراق و سوريا”.
الكتاب الإنكليزي قال في الأندبدنت أيضاً: “و في الحديث عن المعهد الملكي للخدمات المتحدة الاسبوع الماضي، قال ديرلوف، الذي ترأس MI6في السابق، أن ما قاله الأمير بندر يقشعر له الأبدان” .
و قال ديرلوف “مما لا شك فيه أن التمويل الكبير و المتواصل من قبل الجهات المانحة خاصة في السعودية و قطر – و التي غضت عنها السلطات الطرف – قد لعبت دوراً محورياً في زيادة تغلغل داعش في المناطق السنية من العراق. إن مثل هذه الأشياء لا تحدث ببساطة من تلقاء نفسها و في حين أن الزعامات القبلية و الطائفية في المحافظات ذات الغالبية السنية تدين بالفضل لدافعي أجورهم من السعوديين و رجال الأعمال الخليجيين، لذا من غير المرجح أن يتعاونوا مع تنظيم داعش دون موافقة منهم.
و يتابع كوكبورن “اجتذب ما استوحاه الرئيس السابق لـ MI6 من تنبؤ الأمير بندر بن سلطان حول يوم لحساب الشيعة، و ما قاله ديرلوف حول أن المملكة العربية السعودية تشارك في التمرد السني الذي تقوده داعش، القليل من الاهتمام أثناء تغطية خطاب ديرلوف الإعلامي، الذي ركز بدلاً من ذلك على موضوعه الرئيسي في أن التهديد داعش إلى الغرب قد تم المبالغة فيه لأنه صراع جديد قائم على أساس صراع مسلم ضد مسلم” و يضيف كوكبورن: “للأسف، المسيحيين في المناطق التي استولت عليها داعش يجدون هذا غير صحيحاً، حيث يتم تدنيس كنائسهم و أجبروا على الفرار، وهناك فرق بين القاعدة و داعش هو أن هذا الأخير منظم أكثر بكثير،و إذا قامت بهجوم أهداف غربية فالنتائج ستكون مدمرة حتماً”.
توقعات الأمير بندر، الذي كان في قلب السياسة الامنية السعودية لأكثر من ثلاثة عقود، في أن 100 مليون شيعي سيواجه كارثة في الشرق الأوسط على أيدي الغالبية السنية، سوف تقنع العديد من الشيعة بأنهم ضحايا حملة تقودها السعودية لسحقهم. إن سعي السعوديين منذ خسارة بندر لعمله في خلق معارضة للمالكي و معارضة للأسد و في نفس الوقت تكون ضد القاعدة قد باء بالفشل.
و خلص الكاتب الإنكليزي في مقاله في الأندبدنت إلى القول: “و لكن السعي لإضعاف المالكي والأسد لمصلحة الفصيل السني الأكثر اعتدالاً، أفضى لأن تصبح كل من السعودية وحلفائها لعبة في أيدي داعش التي تكتسب السيطرة الكاملة بسرعة على المعارضة السنية في سوريا والعراق، و قد يدفع الغرب ثمن تحالفه مع السعودية و دول الخليج التي وجدت الجهاد أكثر جاذبية من الديمقراطية”.
المصدر:عرب برس