كشف صحافيون وناشطون موصليون، الأحد الماضی ، عن قيام (داعش) الارهابي بافتتاح محكمتين شرعيتين في جانبي المدينة، مبينين أن ذلك أثار “الرعب” في نفوس الأهالي لأنهما باشرتا بإقامة “الحدود” وتنفيذ العقوبات على وفق رؤية التنظيم، وفي حين بينوا أن الأهالي باتوا ملزمين بارتداء الزي الأفغاني، ناشدوا المجتمع الدولي والحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان وضع حلول سريعة للأزمة المتفاقمة بالموصل وما تشهده المدينة من “انتهاكات” تطال مختلف مكوناتها
وقال الصحافي الموصلي، سعد القاسم، في حديث إلى صحيفة (المدى)، إن “أبناء الموصل بدأوا يتذمرون من تصرفات عناصر تنظيم داعش الارهابي بسبب قيامهم بافتتاح محاكم شرعية وإقامة الحدود على الناس وتهجير المسيحيين وفرض ملابس خاصة على أبناء المدينة تشبه الزي الأفغاني”، مشيراً إلى أن “سلوك عناصر داعش تغير ولم يعد كما كان عليه في أول أيام دخولهم المدينة، ما غير من نظرة الناس إليهم”.
وأضاف القاسم، أن “ارهابيي داعش اقتحموا اليوم، أحد الأديرة المسيحية أمام أنظار الناس الذين يخشون الإدلاء بأي كلمة خوفاً من أفعالهم الإجرامية”، مبيناً أن “الأهالي يرفضون أفعال تنظيم داعش لاسيما تجاه اخوتهم المسيحيين وتهجيرهم ونهب أموالهم”.
وكشف الصحافي الموصلي، عن “افتتاح أولى المحكمتين الشرعيتين في الجانب الأيمن من المدينة، ومقرها دار ضيافة المحافظ اثيل النجيفي، والأخرى في الجانب الأيسر للمدنية ومقرها مبنى القائمقامية”، لافتاً إلى أن “المحكمتين تصدران الأحكام الشريعة وتقيمان الحدود”.
وأكد القاسم، أن “الموصليين يخافون من تلك المحاكم، ويتجنبون حتى السير بقربها، بسبب فضاعه ما يسمعونه عنهما”، مضيفاً أن “وثيقة الملابس التي تم تداولها في المواقع الالكترونية باتت أمراً واقعاً في مدينة المواصل، إذ يحاول داعش فرض الملابس الأفغانية على الجميع”، مردفا بشيء من السخرية “لا اتخيل نفسي بالزي الافغاني”.
ويذكر الصحافي الموصلي، أن “داعش منع الشباب والبنات من ارتداء الملابس التي تحمل عبارات أجنبية والعباءات الاسلامية كما منع المحلات من عرض الملابس بواسطة النماذج المجسمة (المانيكان) وتدخين الاركيلة وقيادة النساء السيارات من بين أمور أخرى عديدة”.
وتابع القاسم، أن “الملابس باتت تباع بأسعار رخيصة جداً لأن التجار يريدون التخلص منها بأي ثمن برغم تكبدهم خسائر كبيرة تلافيا لانتهاء المهلة التي حددتها داعش لاستيراد أزياء شرعية”، مستطرداً أن “المواطنين لاسيما النساء، امتثلوا لأوامر داعش وبدأوا بارتداء الجبة الاسلامية التي فرضوها، برغم الاستياء من ذلك”.
الى ذلك عدت الناشطة المدنية الموصلية، أسيل جمال، أن “تنظيم داعش انتهك كل مبادئ حقوق الإنسان في الموصل من خلال إقامة المحاكم الشرعية وفرض الجزية والنقاب كزي تعتمده النساء”.
وقالت الناشطة المدنية في حديث إلى صحيفة (المدى)، إن “الناس بدأوا بالتذمر من تصرفات داعش لكنهم يقفون مكتوفي الأيدي خوفاً من ردة فعلهم، كونهم لا يتعاملون إلا بالسيف”، مضيفة أن “سيارات الشرطة الإسلامية المرابطة في التقاطعات والساحات العامة تثير رعب المواطنين الذين يتخوفون من مسلحين يرتدون ملابس سوداء تشبه ملابس الأفغان”.
وناشدت جمال، المجتمع الدولي بضرورة “التدخل لمساعدة المسيحيين”، معتبرة أن “التصريحات لا تنفع وحدها أمام تلك المأساة”.
ودعت الناشطة المدنية، الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان إلى ضرورة “التعاون من أجل وضع حلول سريعة لأزمة الموصل التي بدأت تتفاقم، والانتهاكات التي يقوم بها تنظيم داعش ضد أهلها من مختلف المكونات وليس المسيحيين فقط”.
وكان شهود عيان من أهالي نينوى، أكدوا في أحاديث إلى (المدى برس)، الجمعة الماضي،(الـ18 من تموز 2014 الحالي)، بأن عشرات المسيحيين “يهربون”، من مدينة الموصل،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، بعد تلقيهم تهديدات “بالقتل من قبل تنظيم داعش”، إذا لم يغادروا المدينة حتى ظهر يوم أمس السبت،( 19 تموز 2014)، وفي حين بينوا أن عناصر التنظيم كتبوا على منازلهم عبارة “عقارات الدولة الإسلامية”، أكدوا أن عناصر “التنظيم ومناصريهم” من أهالي المدينة، بدأوا “عمليات المصادرة لأموال المسيحيين”.
يذكر أن تنظيم (داعش) قد فرض سيطرته على مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى،(405 كم شمال العاصمة بغداد)، في (العاشر من حزيران 2014)، كما امتد نشاطه بعدها، إلى محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى.
المصدر : وکاله انباء براثا