اسمه الأصلي واسمه الأولي الالهي عليه السلام؛ كما في الأخبار المتواترة الخاصة والعامة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: ” المهدي اسمه اسمي”.(1)
وقد استفاض في خبر اللوح بل تواتر تواتراً معنوياً عن جابر وقد نقل للامام الباقر عليه السلام أنه رآه عند الصديقة الطاهرة عليها السلام، وانه اهداه الله عزّ وجلّ إلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلّم وفيه اسماء اوصيائه.
اسمه الأصلي واسمه الأولي الالهي عليه السلام؛ كما في الأخبار المتواترة الخاصة والعامة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال: ” المهدي اسمه اسمي”.(1)
وقد استفاض في خبر اللوح بل تواتر تواتراً معنوياً عن جابر وقد نقل للامام الباقر عليه السلام أنه رآه عند الصديقة الطاهرة عليها السلام، وانه اهداه الله عزّ وجلّ إلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلّم وفيه اسماء اوصيائه.
وقد ثبت اسم المهدي عليه السلام برواية الصدوق في (كمال الدين) و(عيون الأخبار) بهذا النحو:
” أبو القاسم محمد بن الحسن، هو حجة الله ( تعالى على خلقه)(2) القائم، أمه جارية اسمها نرجس صلوات الله عليهم اجمعين”.(3)
وفي رواية الشيخ الطوسي في الأمالي:
” والخلف محمد يخرج في آخر الزمان على رأسه غمامة بيضاء تظله من الشمس، ينادي بلسان فصيح يسمعه الثقلين والخافقين، وهو المهدي من آل محمد يملأ الأرض عدلا كما ملئت جوراً”.(4)
وفي رواية قال جابر: ” فرأيت فيها محمداً محمداً محمداً في ثلاثة مواضع، وعلياً وعلياً في أربعة مواضع”.(5)
ولا يخفى أنه بمقتضى الأخبار الكثيرة المعتبرة والقريبة إلى التواتر انّ حرمة تسميته بهذا الاسم المبارك في المجالس والمحافل إلى ظهوره موفور السرور، وهذا الحكم من خصائصه؛ وهو مسلّم عند قدماء الامامية من الفقهاء والمتكلمين والمحدثين حتى أن الشيخ الاقدم ابو محمد الحسن بن موسى النوبختي ـ وهو من علماء الغيبة الصغرى ـ انه قد ذكر في كتاب (الفرق والمقالات) الفرقة الثانية عشرة الشيعة بعد وفاة الامام الحسن العسكري عليه السلام وقال: (وهم الامامية) ثم نقل مذهبهم وعقيدتهم، إلى أن يقول:
” ولا يجوز ذكر اسمه، ولا السؤال عن مكانه حتى يؤمن بذلك”.(6)
ويعلم من هذا الكلام في هذا المقام أن هذا الحكم من خصائص مذهب الامامية ولم ينقل خلاف من احدهم فيه إلى عصر الخواجة نصير الدين الطوسي حيث أنه كان قائلا بجوازه، وخلافه لا يضرّ وذلك لضيق وقته عن مراجعة الكتب النقلية ولهذا فهو يقول احياناً بمذاهب نادرة بل قد تكون منحصرة به مثل انكار البداء وتوقيفية الاسماء الحسنى وغير ذلك.
ولم ينقل بعده لأحد خلاف الاّ صاحب كشف الغمة عليّ بن عيسى وليس مورد اهتمام العلماء بترجيح وردٍّ وقبول لقوله في امثال هذا المقام مع أنه قد اشتبه هنا اشتباهاً عجيباً عندما قال في هذا الكتاب:
“من العجب أن الشيخ الطبرسي والشيخ المفيد (رحمه الله تعالى) قالا أنه لا يجوز ذكر اسمه، ولا كنيته ثم يقولون: اسمه اسم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم وكنيته كنيته عليهما الصلاة والسلام وهما يظنان انهما لم يذكرا اسمه ولا كنيته وهذا عجيب”.(7)
ولابد أن يتعجب من هذا التعجب حيث لا يفرق بين التلفظ بالاسم والكنية المحكومين بالحرمة وبين الاشارة إلى الاسم والكنية.
وبالجملة: فقد بحثت هذه المسألة في عصر الشيخ البهائي، وقد وقع النزاع فيها بين الفضلاء وحتى اُلّف فيها رسائل مختلفة مثل (شرعة التسمية) للمحقق الداماد.
وقال (المير لوحى) في (كفاية المهتدي): وقد درس وتتلمذ هذا الضعيف عند النحريرين عديمي النظير يعني الشيخ بهاء الدين محمد، والأمير محمد باقر الداماد عليهما الرحمة، وكانت بينهما مناظرة ومباحثة في جواز التسمية وحرمتها زمان الغيبة.
وقد استمرت هذه المناظرة بينهما إلى مدة، ولهذا الّف السيد المشار إليه الكتاب المذكور. انتهى.
ورسالة تحريم التسمية للعالم الجليل الشيخ سليمان الماحوزي وكشف التعمية للشيخ الحر.
والفلك المشحون لسماحة السيد باقر القزويني.
وادعى في (شرعة التسمية) الاجماع.
ونحن نذكر العبارة على ما نقله تلميذه الرشيد الفاضل قطب الدين الاشكوري في (محبوب القلوب) وسماحة السيد باقر في الفلك المشحون.
قال قطب الدين: قال السيد السند خاتم الحكماء والمجتهدين طاب ثراه في كتابه شرعة التسمية في زمان الغيبة: ((أن شرعة الدين وسبيل المذهب أنه لا يحل لأحد من الناس في زمننا هذا وأعنى به زمان الغيبة إلى أن يحين الفرج ويأذن الله سبحانه لوليه وحجته على خلقه القائم بأمره والراصد لحكمه بسريح الظهور وشروق المخرج أن يسميه ويكنيه صلوات الله عليه في مجمع مجاهراً اسمه الكريم معلناً بكنيته الكريمة انما الشريعة المشروعة المتلقاة عن ساداتنا الشارعين صلوات الله عليهم اجمعين في ذكرنا اياه ما دامت غيبته الكناية عن ذاته المقدس بألقابه القدسية كالخلف الصالح والامام القائم والمهدي المنتظر والحجة من آل محمد عليهم السلام وكنيته، وعلى ذلك اطباق اصحابنا السالفين واشياخنا السابقين الذين سبقونا بضبط مآثر الشرع وحفظ شعائر الدين رضوان الله تعالى عليهم اجمعين والروايات الناصة متظافرة بذلك عن ائمتنا المعصومين صلوات الله عليهم اجمعين وليس يستنكره الاّ ضعفاء التصوّر بالأحكام والأخبار واطفاء الاطلاع على الدقائق والأسرار، والاّ القاصرون الذين درجتهم في الفقه ومبلغهم من العلم أن لا يكون لهم قسط من الخبرة بخفيات مراسم الشريعة ومعالم السنة ولا نصيب من البصيرة في حقايق القرآن الحكيم ولا حظ من تعرف الاسرار الخفية التي استودعها احاديث مهابط الوحي ومعادن الحكمة ومواطن النور وحفظة الدين وحملة السر وعيبة علم الله العزيز)).
ونسب السيد نعمة الله الجزائري في شرح عيون الأخبار القول بالحرمة إلى اكثر العلماء، ولم ينسب القول بجوازه الاّ اولئك الثلاثة وبعض معاصريه.
الهوامش:
(1)نقل في الترجمة بالمعنى، وفي (كمال الدين) للصدوق وغيره (المهدي من ولدي اسمه اسمي) عن جابر الانصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: ج 1، ص 286، ح 1، وعن أبي بصير عن الامام الصادق عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم كما في ص 287، ج 1، ح 4.
(2)هذه الزيادة في المصدر وقد سقطت من الترجمة.
(3)كمال الدين: ص 307.
(4)الامالي (الطوسي): ص 298.
(5)كمال الدين (الصدوق): ص 311.
(6)فرق الشيعة: ص 110.
(7)كشف الغمة: ج 2، ص 519 – 520.