ربما يكون الغرب كما نشاهده اليوم غارقاً في الفساد الأخلاقي والديني لكن تبقى له جذور دينية تجذبه بعض الاحيان الى فطرته السليمة المسيحية أو اليهودية باعتبارها أديان سماوية تشترك مع الإسلام في هذه النقطة، ولها آثارها التي توجد لدى البعض منهم والتي ترمي بظلالها على مجتمعاتهم التي غيبت عن هذه الأديان بما تحمله من توصيات أخلاقية وتشريعات حكمية بقيت حبيسة كتبهم لفئة معينة مستفيدة من بقاء الحال على ما هو عليه . فقد يتساءل البعض عن كيفية تفسير سيطرة الإمام المنتظر عليه السلام على هذا الغرب وإدخاله في الإسلام بما يحمل من إنهيارات أخلاقية ودينية وأيضاً بما يحمل من تقنية متطورة وهي لا تؤمن حتّى بإله فكيف تؤمن بالمهدي؟ واقعاً سؤال وجيه يستحق الوقوف عليه ومباشرته بالبحث والتحليل والجواب عنه بموضوعية فنقول:
نقلت منظمات الاستطلاع والاستبيان الغربية بأن الشعب الامريكي بعد أحداث 11 أيلول وإسقاط برجي التجارة العالمية أصبح أكثر حضوراً في الكنائس لأداء الصلوات والدعاء، وهذا الخبر يكشـــف عن تحول توجه الناس نحو الايمان بالله والتمسك بما يحقق لهم الأمان والطمأنينة، ويمكن رؤيته في زاوية أخرى لها صلة بظهور الإمام عليه السلام ، فهذا التحول في المجتمع الغربي يمهد ـ إذا صح هذا التعبير ـ لظهوره، ففي روايات أهل البيت ـ عليهم السلام ـ أن المسيح يظهر مع الإمام المنتظر فيكون دور المسيح هو إدخال الغرب في الإسلام وقيادتهم تحت راية الإمام المهدي عليه السلام ، فإذا كان الغرب مهيأ إيمانياً فإنه سوف يمكن المسيح عليه السلام استمالة هذه الشعوب وكسبها عن طريق الدين لاعتناق أكثرهم الدين المسيحي وهم يملكون موروثاً دينياً يدعو إلى إنتظار المخلّص وهو عيسى عليه السلام كما في عقيدتهم فيحقق المسيح نصراً من خلال تأليب الشعوب على حكوماتها فيكون لفعل الايمان أثر يفوق أي سلاح متطور في العالم لأنه يتعامل مع روح الإنسان وضميره وهذا ما لا يستطيع أي سلاح في العالم كبحه وتثبيطه، وبالتالي تكون السيطرة للإمام المهدي عليه السلام على الغرب بواسطة الدين والايمان وبالحجة الكبرى عيسى عليه السلام الذي إدّخره الله تعالى للإمام عليه السلام لنصرته وتأييده، فللمسيح دور مهم في حركة الإمام عليه السلام على الصعيد السياسي ونشر وتحقيق دينه، فللشأن الألهي دور لا يمكن انكاره في الحركة المهدوية المبنية على إرساء دعائم الإسلام وإقامة حدود الشريعة وبناء الإنسان بناءً صحيحاً.