أرادوا بقتلك قتل الإسلام

 

مولاي لقد قام الإسلام بسيفك وأرغمت الكثير من طغاة العرب أن يتمتموا بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله حتى أصبح الفرار من سيفك يا ابا الحسن فضيلة لأن الذي يواجه الموت كيف يهرب منه ، سيدي لم تبقى فضيلة لنبي أو رسول أو ملك إلا وتوشحتها وأصبحت معك أجمل وأزهى عن جابر قال : قال رسول الله (ص) (من أراد أن ينظر الى إسرافيل في هيبته والى ميكائيل في رتبته والى جبرائيل في جلالته والى آدم في علمه والى نوح في خشيته والى إبراهيم في خلته والى يعقوب في حزنه والى يوسف في جماله والى موسى في مناجاته والى أيوب في صبره والى يحيى في زهده والى عيسى في عبادته والى يونس في ورعه والى محمد في حسبه وخلقه فلينظر الى علي فإن فيه تسعين خصلة من خصال الأنبياء جمعها الله فيه ولم يجمعها أحد غيره) ….(1) ، سيدي لقد ذُبت في الإسلام وذاب الإسلام فيك حتى أصبح القرآن أنت وأنت القرآن قال رسول الله (ص)(علي مع القرآن والقرآن مع علي) …(2)، فمن أراد الحق لا يمكنه بلوغه إلا من خلالك ومن أراد الإسلام لا يمكن معرفته والوصول إليه إلا من خلالك لأنك أنت الحق والحق أنت قال رسول الله ( علي مع الحق والحق مع علي)…(3) ، سيدي لقد بلّغ الرسول ً(ص) العالم بتعاليم الإسلام ونشر شرائعه وأحكامه وطبق لهم أخلاقه وكنت يا ابا الحسن مثاله والنموذج الذي قدمه للكون من أجل إتباعه والأقتداء به ، لقد أجتمعوا عليك وحاربوك كما قاتلوا رسول الله (ص) بل اشد لأنهم حملوا عداوتهم للإسلام كدين مع بغضهم وكرههم وثاراتهم وحسدهم منك ، فلم يتركوا وسيلة إلا واستعملوها من أجل طمس اسمك وذكراك ولكن هيهات ثم هيهات من يرفعه الله أن يستطيع الطغاة وضعه والحط من مقداره ومقامه ، فأصبحت كألشمس في كبد السماء تنير الطريق لكل طلاب الحقيقة في الكون ، فعشقك الأحرار وذاب فيك العلماء وأصبحت ملهم الشعراء والأدباء والينبوع الذي يستمدون منه كل عطاءهم وأفكارهم ، تحيرت أعداءك ماذا عساهم يفعلون فقد سبوك من علا منابر المسلمين 80 عاماً وجعلوا سبك تقراباً لله فما فلحوا ، لاحقوا كل من يحبك أو يهواك وسقوهم أقسى أنواع العذاب من قتل وسجن وتشريد وملاحقات وقطع الأرزاق فما نجحوا (عن بعض الفضلاء.. وقد سئُل عن فضائل علي بن أبي طالب (ع) فقال ما أقول في شخص أخفى اعداءه فضائله حسداً وأخفى أولياءه فضائله خوفاً وحذراً وظهر فيما بين هذين ما طبقت الشرق والغرب)….(4)، فلم يبقى لهم إلا أن يهدموا مكان ولادتك وهي قبلتهم إن كانوا مسلمين وأن يدمروا مكان أستشهادك وهي بيوت الله التي يصلي بها المسلمون إن كانوا من المصلين ، مولاي كلما ضيّقوا على مواليك ووشيعتك وعشاقك كلما أصبحوا أكثر توهجاً وتألقاً كالذهب الصافي يسحبون بحبك الناس الى طريق الله القويم الذي لا عوجاج فيه ، مولاي أرادوا من قتلك أن يقتلوا الإسلام ولكنهم لم يعوا أيات الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم حيث يقول وإنا له لحافظون .
(1) ينابيع المودة لذوي القربى- القندوزي ج2ص305
(2)المستدرك للحاكم ج3ص124- مجمع الزوائد ج9ص124-تاريخ الخلفاء للسيوطي ص173
(3)تاريخ بغداد ج14ص321-تاريخ دمشق لإبن عساكر ج3ص120
(4) مقدمة المناقب للخوارزمي ص8

خضير العواد

المصدر:براثا نیوز

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *