أعجب الناس إيماناً

سأل رسول الله – فيما روي عنه في مستدرك الوسائل- اصحابه قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة إذ قال لهم: (أيّ ايمان أعجب؟ قالوا: ايمان الملائكة، قال صلى الله عليه وآله وسلم: وأيّ عجب فيه، وينزل عليهم الوحي! قالوا: ايماننا، قال صلى الله عليه وآله وسلم: وأيّ عجب فيه، وأنتم ترونني! قالوا: فأيّ ايمان هو؟ قال: ايمان قوم في آخر الزمان بسواد على بياض).

سأل رسول الله – فيما روي عنه في مستدرك الوسائل- اصحابه قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة إذ قال لهم: (أيّ ايمان أعجب؟ قالوا: ايمان الملائكة، قال صلى الله عليه وآله وسلم: وأيّ عجب فيه، وينزل عليهم الوحي! قالوا: ايماننا، قال صلى الله عليه وآله وسلم: وأيّ عجب فيه، وأنتم ترونني! قالوا: فأيّ ايمان هو؟ قال: ايمان قوم في آخر الزمان بسواد على بياض).
وفي حديث آخر يرويه الحاكم في مستدركه قال صلى الله عليه وآله وسلم: (أتدرون اي أهل الايمان أفضل ايمانا؟ قالوا يا رسول الله الملائكة، قال: هم كذلك ويحق ذلك لهم وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها بل غيرهم، قالوا يا رسول الله فالأنبياء الذين أكرمهم الله تعالى بالنبوة والرسالة، قال: هم كذلك ويحق لهم ذلك وما يمنعهم وقد أنزلهم الله المنزلة التي أنزلهم بها بل غيرهم، قالوا: فمن هم يا رسول الله قال: أقوام يأتون من بعد في أصلاب الرجال فيؤمنون بي ولم يروني ويجدون الورق المعلق فيعملون بما فيه فهؤلاء أفضل أهل الايمان ايمانا).
ومن خلال الحديث يظهر أنّ سبب العجب من ذلك الايمان هو تصديق ماجاء عن الرسول من خلال ماهو مكتوب ومقروء، لامن خلال الحضور بين يديه ومشاهدته، بل الاعجب من ذلك هو ليس فقط فقدانهم النبي، بل حتى الحجة غاب عنهم، ومع ذلك آمنوا بما وصل اليهم عن النبي وأهل بيته عليهم السلام، وصدّقوا به وايقنوه وهذا ما يبيّنه صلى الله عليه وآله وسلم بقوله لأمير المؤمنين عليه السلام: (يا علي..اعلم أنّ أعجب الناس إيمانا وأعظمهم يقينا قوم يكونون في آخر الزمان لم يلحقوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحجبت عنهم الحجة، فآمنوا بسواد على بياض)…

فبالرغم من غياب الحجة فإنّ إيمان هؤلاء القوم اقوى من ايمان من كان حاضرا في زمن الحجة وهذا لايحصل إلاّ لمن صارت عنده الغيبة بمنزلة المشاهدة، وبذلك هم أفضل من أهل كل زمان؛ فعن الإمام زين العابدين عليه السلام أنّه قال: (إنّ أهل زمان غيبته والقائلين بإمامته والمنتظرين لظهوره أفضل من أهل كل زمان، لأنّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عنهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالسيف، أولئك المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً، والدعاة إلى دين الله سرّاً وجهراً).
هؤلاء اخذ الله سبحانه ميثاقهم، وكتب الايمان في قلوبهم وأيّدهم بروح منه بنص ما نقله صاحب (الكافي) عن الإمام الصادق عليه السلام إذ قال: (ليغيبن عنكم صاحب هذا الأمر..حتى يقال: مات أو هلك، في أي واد سلك؟ ولتكفأن كما تكفأ السفينة في أمواج البحر، لا ينجو إلاّ من أخذ الله ميثاقه، وكتب الإيمان في قلبه، وأيّده بروح منه).
مما يعني أنّ هناك فئتين من الناس في آخر الزمان من حيث الايمان والتصديق بوجود صاحب الأمر عليه السلام: الأولى هي من صنف (اعجب الناس ايمانا) والثانية من صنف الذين قالوا: مات او هلك بل في ايّ واد سلك…
وهنا لابد لنا من وقفة تأمل لمراجعة أنفسنا لنرى من أيّ الفئتين نحن.

شاهد أيضاً

الإمام المهدي خليفة الله في أرضه(عجّـل الله فرجه)

انّ النعوت التي وردت في وصف الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كثيرة. وأردت أن أستطرق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.