نهج أهل البيت عليهم السلام وثقافة التعايش

قال نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم: «كلكم لآدم وآدم من تراب».الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).خلق الله الكون وفق منهج التنوع بما في ذلك الإنسان والحيوان والنبات والجماد والملائكة والأفلاك والمجرات واللغات والألوان والألسن والأديان.

الباحث الإسلامي: صاحب مهدي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم: «كلكم لآدم وآدم من تراب».
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز: (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون).
خلق الله الكون وفق منهج التنوع بما في ذلك الإنسان والحيوان والنبات والجماد والملائكة والأفلاك والمجرات واللغات والألوان والألسن والأديان.
وهذا الاختلاف والتنوع ـ سواء كان فطرياً كالأعراق والقوميات والشعوب والألوان (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) و (اختلاف ألسنتكم وألوانكم)، أو كان اختيارياً واكتسابياً كانتخاب الدين والفكر والثقافة والسلوك ـ ضروري لاعتبارات عدة.
أولاً: الاختبار الإلهي، باعتباره يخدم حكمة الله سبحانه وتعالى في ابتلاء البشر بالنعم التي أسداها، أمثال نعمة العقل والقوة والمال.
ثانياً: إدراك عظمة الخالق، فالإنسان عبر التنوع يدرك عظمة الخالق وجمالية الكون.
ثالثاً: إثراء التجارب، فعبر هذا التنوع يستطيع الإنسان الاستفادة من نقاط قوة الآخرين واجتناب نقاط ضعفهم في بناء الصرح الحضاري.
رابعاً: معرفة قيمة التعايش: فعبر التنوع يستطيع الإنسان أن يدرك معنى التعايش والتسالم وهو الفطرة والطبيعة البشرية المبنية على التفاعل لقضاء الحوائج وحل المشكلات، باعتبار أن منطق العقل والدين يدعوان إلى الانسجام والاحترام المتبادل، وإن حكمة الله تعلى اقتضت جعل الخيرات في الكون تحت تصرف الجميع (والأرض وضعها للأنام)، ومن العسير على الإنسان والتقوقع والإنزواء خاصة مع تلاشي الحدود وانتشار العولمة وجعل العالم قرية واحدة على حد تعبير عالم الاجتماع الكندي (مالك لوهان) الذي صاغ هذا الاصطلاح أثناء الحرب الأمريكية الفيتنامية، قال: ستخسر أمريكا الحرب، لأن هذه الحرب تحولت إلى حرب تلفزيونية، والتلفزيون بدوره قد حول العالم إلى قرية عالمية، وسكن هذه القرية لم يسمحوا للولايات المتحدة على مواصلة قصف فيتنام إلى ما لا نهاية.

التقوقع لن يفيدنا:

وكان نظر (مالك لوهان) إلى علاقات القرية وتقاليدها الإنسانية، ولكن (برجنسكي) مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق (جيمي كارز)، حول هذه الفكرة لصالح أمريكا، واعتبرها فرصة أمام أمريكا لتقدم للعالم نموذجاً كونياً للحداثة، معتمداً على قدرة أمريكا على التسويق، حيث أنها تسيطر على 60% من الإعلام العالمي.
ومقصودنا من التعايش هو المفهوم الإسلامي، الذي يدل على وجود أرضية مشتركة بين الأطراف والبحث عن الحقيقة الموجودة في ثنايا الكليات. وقد أكدت روايات أهل البيت عليهم السلام على التعايش، يقول الإمام الباقر عليه السلام:(صلاح شأن الناس التعايش) وإن شخصاً دعا بحضور الإمام السجاد عليه السلام قائلاً: اللهم أغنني عن خلقك، فلما سمع الإمام كلامه رد عليه قائلاً: ليس هكذا الناس بالناس، ولكن قل: اللهم أغنني عن شرار خلقك، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل:(رأس العقل بعد الدين التودد إلى الناس، واصطناع الخير إلى كل أحد برز وفاجر).
وليس مقصودنا من التعايش المفهوم الغربي الذي يدل على التعايش مع شيء رغم الاعتقاد أنه شر وخاطئ ويدل على التنازل من الضعيف للقوي.
لقد أقر الدين الإسلامي الحنيف مبدأ التعايش لعالميته ورحمته (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، وسعة حرياته (يضع عنهم أصرهم والأغلال التي كانت عليهم)، وإقراره بحقوق الآخرين خصوصاً الدينية، والنهي عن مصادرة تلك الحقوق (لا إكراه في الدين)، وبطلبه من الناس تحري الحقيقة، وهذا التحري والبحث والتمحيص يقتضي التعايش ـ ولو بنسبة ما ـ ولحكمة الله سبحانه فقد علق الجزاء يقسميه ثواباً وعقاباً بالآخرة، واعتبار أن الدنيا دار بلاء وامتحان، فهذا التعليق والاعتبار يمنح الإنسان مساحة كبيرة من التسالم والتعايش والألفة والمحبة.
والخلاصة: أن التعايش له موضوعية وطريقة، باعتباره حسن بذاته، وكونه وسيلة لتحقيق أمور أخرى صالحة بذاتها كالحرية والعدالة ومعرفة الحقيقة.

الناس صنفان إما أخ لك أو نظير:
على ضوء كلام أمير المؤمنين عليه السلام لمالك الأشتر:(الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق)، كيف يمكن رسم خطة أو بناء أساس للتعامل بين الاثنين؟ ما هي حدود التعامل وأبعاده وملابساته؟
كيف يمكن التوفيق بين الأصالة ـ الأنا ـ الموجودة في الدين وبين التبعية ـ الآخر ـ الموجودة في الخلق؟
هل النظارة في الخلق إشارة إلى البعد الإنساني، والأخوة في الدين وإشارة البعد الإيماني؟ وعند الاختلاف في الاعتبارات الإنسانية لمن يكون المرجع؟ هل الاعتبار الإنساني يحدد الدين أو العقل؟
فبعد انتشار العولمة سياسياً واقتصادياً وثقافياً وإعلامياً وتقنياً، وتنميط العالم وطمس هويات دوله وخصوصياتها وتقويض سيادتها واستقلالها، وبعد عزف الدول الغربية على وتر التعايش وحقوق الإنسان وإطلاق الحريات ونشر الديمقراطية، وبعد نشر الغرب قواعده العسكرية في كثير من البقاع، واحتلاله لبعض البلدان الإسلامية كأفغانستان والعراق، وبعد انتشار ظاهرة الإرهاب والهجمة الشرسة ضد أتباع أهل البيت عليهم السلام في الباكساتان والعراق ومن قبل في أفغانستان، والتنسيق بين بعض الحكام والتجار لمنع انتشار فكر أهل البيت عليهم السلام، وسياسة الإقصاء المبرمجة في الجانب السياسي والاقتصادي والإداري في بعض الدول الخليجية.

الكل راع:
هناك سؤال يطرح نفسه، ماذا يجب أن نعمل لنشر فكر أهل البيت عليهم السلام في هذه الظروف والتغيرات؟
وفي الجواب نقول:
أولاً: السعي لأن تكون لنا إرادة حقيقية وجدية لنشر فكر أهل البيت عليهم السلام ـ مراجع وعلماء ومفكرون  وخطباء وتجار ـ من منطق (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)، فالإرادة هي الأساس لكل حركة تغيير وإصلاح عبر التاريخ ولعامل الإرادة قوانينه وأنظمته الذاتية من الحس بتحمل المسؤولية نفسياً واجتماعياً ودينياً ومن إرادة التحدي.
ثانياً: التركيز على العراق باعتباره مركز الانطلاق الفكري والإشعاع الحضاري والعمق الإستراتيجي لأهل البيت عليهم السلام، وبوابة الخليج بل الشرق الأوسط على حد تعبير الأمريكان، حينما أرادوا طرد البريطانيين والفرنسيين من المنطقة، ففي بداية الثلاثينات من القرن الماضي طلب الحكومة الأمريكية من مراكز الدراسات أن تقدم مقترحاتها عن سبل احتلال الخليج، وبعد سنتين قدمت مائتي دراسة، اختارت الحكومة إحدى الدراسات القائلة بأن العراق بوابة الخليج، ومنذ ذلك الوقت سعت الحكومة الأمريكية إلى تطوير علاقاتها مع بعض التجار وبعض المسؤولين من الدرجة الثانية في العهد الملكي، وتنامت هذه العلاقات في نهاية الستينيات.
فعلينا: 1ـ أ: إما أن نجعل من العراق الذي تضمن فيه حقوق كل المواطنين بلا استثناء نواة لتوحيد العالم الإسلامي كما فعل (بسمارك) في توحيد ألمانسا عبر ترويج المصالحة بين الطوائف والقضاء على بؤر التوتر وإعادة بناء الثقة.
ب: أو التركيز على نشر فكر أهل البيت عليهم السلام في جميع أنحاء العراق عبر وضع خطة خمسية، يشترط فيها إعادة المناهج الدينية إلى المدارس وكتابة مادة التاريخ على أساس الأكثرية وليس على أساس فهم عرقي.
ويشترك في تحضيرها السياسيون والدينيون، ويخصص جزء من عائدات البترول ومن أموال العتبات المقدسة وأموال المرجعية لهذا الغرض.

أهداف أمريكية:

2ـ أن نعرف سياسة أمريكا في الشرق الأوسط وفي العراق خاصة، لأنها المعنية وحدها برسم خارطة الشرق الأوسط بما يتفق ومصالحها، فإذا عرفنا سياستها فإنه يمكن لنا أن نتحرك على ضوء ذلك بما ينسجم مع مصالح شعبنا ووطننا ومبادئنا، بدون الخروج عن الحدود التي يفرضها الشارع المقدس.
إن سياسة أمريكا في الشرق الأوسط مبنية على:
1ـ ترسيخ سبقها الاستراتيجي.
2ـ ضمان عقود الإعمار لشركاتها العملاقة.
3ـ تأمين قواعد عسكرية دائمة لها.
4ـ الوصول إلى منابع النفط والغاز ومناجم الذهب والفضة ونحو ذلك.
5ـ السيطرة على اقتصاد السوق.
6ـ ضمان حرية وصول رأس المال الخاص من دون عوائق إلى الخدمات العامة ما يعني أن تصبح استثمارات القطاع العام في حالات كثيرة غير قانونية.
7ـ إدارة الخدمات العامة بهدف الربح للقطاع الخاص وليست لتأمين احتياجات المجتمع.
أما سياسة أمريكا في العراق فعلينا أن نعرف:
هل تريد خلق نظام غير مستقر قوامه الفوضى والبعث الإداري كما يدعي ذلك البعض: إن الحرب في العراق تزعزع الشرق الأوسط وهذا ما يحتاج إليه الشرق الأوسط؟ أو تريد استتباب الأمن وخروجها من العراق مع الحفاظ على مصالحها كما يرغب به (كسنجر) حيث قال:(إنه يعارض احتلال دولة إسلامية في عمق العالم الإسلامية فترة طويلة؟).

ماذا تريد من العراق:
من المسلم بأن أمريكا تريد محاكمة قادة الحكم في العراق بتهم ارتكاب جرائم حرب إضافة إلى استخدام عائدات النفط لتمويل إعادة الإعمار، وإبقاء الاحتلال بعدم تحديد جدول زمني للانسحاب، وفرض معاهدات على العراق لحماية نفوذها في المنطقة كما فعلت بريطانيا إبان العهد الملكي، وتأسيس كيانات سياسية واقتصادية بما يتفق مع مطالبة العولمة ومنظمة التجارة العالمية، وإعادة هيكلية الاقتصاد وفق مصالح رأس المال الأمريكي، وتسليم جميع المؤسسات التي تمولها الدول الأخرى إلى شركات صديقة لأمريكا، وإعادة هيكلية العراق كقاعدة للسيطرة على نفط الشرق الأوسط، وخصخصة الشركات ـ جعلها خاصة ـ التي تملكها الحكومة العراقية.
علماً أن أغلب هذه الأمور لا تخدم الديمقراطية ولا حقوق الإنسان ولا الرفاه الإجتماعي ولا سيادة العراق.
ما العمل؟:
أولاً: العمل على إفشال هذه المخططات من خلال كشفها في المجالس والحسينيات والمساجد بإشراف المراجع العظام.
ثانياً: إيجاد آلية لربط العراقيين بأحداث العراق سواء عبر المجالس الحسينية المنعقدة أو عبر وسائل الإعلام ومنها القنوات الفضائية وشبكات الإنترنت، بحيث نجعل المسلمين خارج العراق يفرحون لفرح الشعب العراقي ويحزنون لحزنه.
ثالثاً: تفعيل الفكرة التي طرحها الإمام الشيرازي الراحل قدس سره في توسيع قاعدة فكر أهل البيت عليهم السلام لتشكل قوة مؤثرة في الغرب يقوم بالتنسيق والتحالف تارة والضغط تارة أخرى لضمان حقوق المسلمين في العالم.
رابعاً: الدعوة لعقد مؤتمرات وندوات في البلدان التي يتواجد فيها أتباع أهل البيت عليهم السلام، كأقليات ـ حسب الأماكن ـ لبحث آلية النهوض في كل بلد على حد باعتبار أن لكل بلد خصوصيته وتقاليده وطرق تفكيره واهتماماته وأولوياته.
أن ندرس ماذا يجذب كل شعب من فكر أهل البيت عليهم السلام هل الجانب الأخلاقي أم التربوي أم الروحي مثلاً: البوذية ظهرت في الهند وانتشرت في الصين لوجود العنصر الأخلاقي ـ الرحمة والشفقة ـ فيها، الذي يتناغم مع الحاجات الدينية للشعب الصيني الذي كان سابقاً يعتنق (الكونفوشية).
خامساً: تأسيس منظمة أهل البيت عليهم السلام لحقوق الإنسان معترف بها دولياً ولها فروع في البلدان وتتعاطى مع المنظمات الأخرى، وإنشاء آلية للتعاطي مع الشكوى والانتهاكات التي يتعرض لها محبي أهل البيت عليهم السلام في العالم ويكون من حق هذه المنظمة الحكم على ما تفعله الحكومات ضدهم.
سادساً:دفع عجلة الحوار السياسي بين فكر أهل البيت عليهم السلام والدول الغربية لرفع الشبهات التي تطرح هنا وهناك، من أن محبي أهل البيت عليهم السلام يسببون متاعب للأمريكان لإعادة هيكلية العراق كمجتمع ديمقراطي أو تحويل العراق إلى دولة إسلامية تكون على النقيض من نظام صدام العلماني أو موافقة للنمط الإيراني.

لماذا فكر أهل البيت عليهم السلام:
أن نركز في هذه الحوارات:
1ـ أن فكر أهل البيت عليهم السلام يسعى لإيجاد تيار الاعتدال في العالم الإسلامي وبعبارة أخرى باستطاعة فكر أهل البيت عليهم السلام عقلنة المشروع الإسلامي ودفعه إلى الوسيطة.
2ـ أن التمايز الديني لا يؤثر في الاحترام المتبادل ومكارم الأخلاق وتكافل والحقوق الإنسانية.
3ـ أن فكر أهل البيت عليهم السلام يستوعب الشعوب وثقافاتها وكذا القوميات لذا نشاهد أتباع أهل البيت عليهم السلام ينتشرون في جميع القارات أي إن له ديناميكية خاصة تتفاعل مع المتغيرات المختلفة.
4ـ أن نركز على أن أتباع أهل البيت عليهم السلام هم ضحايا الإرهاب الحكومي أو الطائفي وأن ندول مظلوميتهم.
سابعاً: توسيع علاقاتنا العامة والدولية بما يخدم فكر أهل البيت عليهم السلام، باعتبار أن العلاقات علم يدرس سلوك الأفراد والجماعات دراسة موضوعية، بغية تنظيم العلاقات الإنسانية على أسس من التعاون والمحبة والتفاهم والقناعة المتبادلة.

إعلامنا ما به:
ثامناً: رفع النواقص الإعلامية والتي تتجسد:
1ـ عدم استخدام اللاعنف الذي هو الشعار الروح لمقاومة البدن.
2ـ تهافت المنهج، والذي يظهر من عدم نشر مناهج الإسلام في جميع الأبواب ولو نشر يكون بطريقة غير ملائمة وغير مواكبة لفهم الناس.
3ـ ضعف نزاهة العاملين بالتكالب على حطام الدنيا.
4ـ عدم المقارنة بين القيم ومقصودنا من القيم ما يتخذه الإنسان ويعتبره قيمة لأجل الوصول إلى أهدافه المادية والمعنوية في الحال والمستقبل.
فهناك ثلاث قيم:
أ ـ قيمة العقيدة كالمقارنة بين التوحيد والتثنية التي يؤمن بكل واحد فريق.
ب ـ قيمة الأخلاق كالمقارنة بين الصدق والكذب وبين الشجاعة والجبن وما أشبه.
ج ـ قيمة العمل كالمقارنة بين الأفعال والسلوك أيهما أفضل أداء العبادات أن تركها، الزواج أم الزنا وهكذا.
فهل للإعلام دور في نشر اللاعنف ونشر المنهج والمقارنة بين القيم؟
تاسعاً: إنشاء مؤسسة يقع على عاتقها نشر فكر أهل البيت عليهم السلام في العالم، فإن شعوب العالم لا تعرف الكثير عن منهج أهل البيت عليهم السلام ولو عرفت فمن خلال الشبهات التي تطرح هنا وهناك أو من خلال إشاعات أهل الخلاف أو التشويه الذي يمارسه الإرهابيون باعتبار مشاركتهم لنا في الدين الإسلامي.

مفاهيم حيوية:
ويلزم التركيز على المفاهيم الحيوية للإسلام كالعدل والسلام والمحبة والتعايش ومفهوم الحياة واحترام الحقوق والقيم الروحية والأخلاقية واستيعاب معارف الشعوب أي ديناميكية تطور فكر أهل البيت عليهم السلام وتفاعلها مع الشعوب.
ويكون من مهام هذه المؤسسة تربية كادر خطابي وحواري قادر على مهمة الخطاب الإقناعي، قادر على التحليل والنقد ودحض الشبهات وإبطال الحيل وأن ينظر إلى فقه الواقع وأن ينطلق من موقع التسامح والرحمة دون التكفير، وأن يميز في الحوار بين الجهات ثلاث: الإخوة الأعداء، الخصوم الأعداء، الأعداء الأعداء وأن يلاحظ في الخطاب ما يعد شأناً داخلياً يمكن أن يتحول عبر وسائل الإعلام إلى شأن عام وخارجي.
أن نعرف: المشاورات ومجالاتها
والمناضرات ومجالاتها:
التفاوضية ـ حول المطالب ـ
التنازعية ـ حول المواقف والآراء ـ
الفحصية ـ حول الأطروحات والمذاهب ـ
والاستهواء ـ من الهوى ـ ومجالاته المرتبطة وبالإحساس.
أن يعرف آليات المغالطة من الانزلاق:
1ـ في دائرة الحوار من معنى لآخر ومن تركيب لآخر أو لتشويش على الخصم بدفعه إلى الخطأ أو وضعه أمام خيارين فاسدين.
2ـ أو خارج دائرة الحوار عبر الادعاء بالمعرفة الكاملة أو عبر الضجيج أو شل الإرادة بتخويف الخصم أو إخراج الكلام من نسقه وسياقه أو عدم إظهار جدوائية المعاني والقيم التي يذكرها الخصم أو بيان:
أ ـ ضعف الحس النقدي عند الخصم الذي يسمى بالغلط.
ب ـ أو التهافت مع نية التضليل الذي يعبر عنه بالمغالطة.

فكر أهل البيت عليهم السلام هو الحل الأمثل:
عاشراً: مد جسور التعاون والتنسيق بين مؤسسات فكر أهل البيت عليهم السلام كما تفعل الدول، سواء على الصعيد السياسي أو الإعلامي أو الثقافي. ويدخل في هذا المضمار:
1ـ استثمار المواقع المعطلة أغلب الأوقات أو بعض الأوقات كما في تجربة قناة (الأنوار) مع موقع انترنيت (الحسينية الكربلائية) في الكويت.
2ـ تخصيص مساحة زمنية في المؤسسات الإعلامية (إذاعات، قنوات فضائية، مواقع إنترنت) لحمل هموم هذا الفكر والتبليغ لمذهب أهل البيت عليهم السلام، ويحتاج ذلك إلى عقد جلسات تنسيقية بين هذه المؤسسات.
3ـ السعي لاحتواء أتباع أهل البيت عليهم السلام في الخارج ضمن مؤسسات تعنى بمنهج أهل البيت عليهم السلام.
الحادي عشر: إن الفكر أهل البيت عليهم السلام يمتلك مفتاح تقدم الإنسانية وسعادتها ويتعامل مع الحقائق ويجمع بينها وبين مثالية الأخلاق ويقود الإنسان إلى الروحانية الحقيقية، فينبغي التركيز على نشر الأدعية الواردة عن أهل البيت عليهم السلام عبر الكتب ومواقع الإنترنت والفضائيات وعقد مجالس الدعاء، لأننا نملك كماً هائلاً منها.
ويقترح كذلك نشر الأحاديث والروايات وترجمتها إلى اللغات العالمية وعلى الخصوص ذات البعد العقائدي والتربوي والاجتماعي والعلاقاتي.
الثاني عشر: التفعيل القانوني لتأسيس أوقاف أتباع أهل البيت عليهم السلام في الدول التي يتواجدون فيها كأقليات.
الثالث عشر: دعوة الحقوقيين العالميين لدراسة حقوق الإنسان في فكر أهل البيت عليهم السلام عبر المؤتمرات والندوات.
الرابع عشر: دراسة انعكاسات الإرهاب على وضع أتباع أهل البيت عليهم السلام لأجل عرض مظلوميتهم، وإيجاد رأي عام عالمي لصالح فكر أهل البيت عليهم السلام.
وأن ندرس كيف نوظف الصراع الغربي مع الإرهاب لصالح نشر فكر أهل البيت عليهم السلام في العالم. وتشجيع الغرب على تفكيك بؤر الإرهاب في العالم الإسلامي وتوسيع دائرة الحكام المتطوعين أو المكلفين للقضاء على التنظيمات الإرهابية.
الخامس عشر: الاستفادة من تجارب الآخرين في جانب نشر الدعوة التي تنسجم مع قيمنا ومبادئنا.
مثلاً: الخطة التبشيرية كانت مبنية في السابق على التعليم وتحولت إلى التعلم. والتركيز على حمل الإنجيل إلى كل فرد في العالم وقد وضعوا لذلك 87 خطة،منها تكلفة كل واحدة مليار دولار.

شاهد أيضاً

الإمام المهدي خليفة الله في أرضه(عجّـل الله فرجه)

انّ النعوت التي وردت في وصف الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كثيرة. وأردت أن أستطرق …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.