مقام الإنسان الكامل

تحدث الإمام  علي بن موسي الرضا (ع) مع الناس في منازل مختلفة خلال سفرهِ الهام من المدينة المنورة  إلى مدينة مرو (خراسان) لكنه تحدث في مدينة نيشابور بحديث أمام جمع غفير من الناس. عُرف هذا الحديث بسلسلة الذهب لكثرة رواته الموثوق بهم وكثرة طرقه لأن الإمام  رواه عن آبائه (ع) عن جده (ص) عن جبرئيل عن الله.
بقلم اسماعیل شفیعی سروستانی

 

 

تحدث الإمام  علي بن موسي الرضا (ع) مع الناس في منازل مختلفة خلال سفرهِ الهام من المدينة المنورة  إلى مدينة مرو (خراسان) لكنه تحدث في مدينة نيشابور بحديث أمام جمع غفير من الناس. عُرف هذا الحديث بسلسلة الذهب لكثرة رواته الموثوق بهم وكثرة طرقه لأن الإمام  رواه عن آبائه (ع) عن جده (ص) عن جبرئيل عن الله.
عظمة الكلام وفحواهُ العميق وصراحة اللهجة منح هذا الحديث مرتبة عالية. يمكن لنا أن نذكر هذا الكلام باعتباره روح الفكر الاسلامي. مع الأسف إل‍‍‍َى الآن لم يتم الانتباه إلى فحوى ومضمون هذا الحديث بشكل جاد.
ذكر الإمام  الرضا (ع) في المقطع الأول من حديثه كلام رسول الله (ص) والذي قال فيه : «كَلِمَةُ لا اِلهَ اِلَّا اللهُ حِصْنِي فَمَنْ قالَهَا دَخَلَ حِصْنِي وَ مِنْ دَخَلَ حِصْنِي أمِنْ مِنْ عَذابِي».1
کلمة ” لا اله الا الله” تحتوي علی أتم المعانی والتعابیر للمفاهیم الدینیة و کما عبّر عنها الإمام  الرضا (ع) فانها الحصن الحصین والحرز العظیم التی تجعل الإنسان أن یکون فی مأمن من العذاب والغضب الإلهي.
ليس العذاب والعقاب في الدنیا والآخرة سوی انعکاساً لأعمالنا والذی یظهر بأشکال مختلفة ومنها العذاب في نار الجهيم. کما أن الأجر والثواب هما الصورة النورانیة والحسنة والعذبة لأعمال العباد. عندما ننظر إلی باطن هذا العذاب حقیقة لم نر سوی ***الألطاف الإلهیة. کما أن ضربات الحداد لیست سوی وسیلة لتطهیر المعادن من الشوائب والدخيلات. کما أن الذنوب تلوث ضمیر الإنسان الصافي. للعذاب صور مختلفة بحسب المعاصي والزلات التي يرتكبها الإنسان. فمن هذه المعاصي : التمرد علی الأوامر والأحكام الإلهیة وتغییرها وتبدیلها وإيقاف جميع الأحكام الإلهية أو قسماً منها في العلاقات الفردية والاجتماعية والتجاسر على الله سبحانه وتعالي.
إن هذه المعاصي سواء حصلت على المستوى الفردي أو الاجتماعي فإنها تعتبر مظهراً من مظاهر الظلم وتؤدي إلى التدهور في المراتب وشؤون الأشياء والأشخاص والحقوق وإنها تتم خارج النظام الإلهي الحقيقي المنشود ومشيئته جل جلاله.
كبار علماء الدين ذكروا للإيمان مراتبا وهو الإقرار باللسان والتصديق بالجنان والعمل بالأركان وعلی هذا الأساس فإن انعدام الإیمان أیضاً لهُ مراتب مختلفه بعض الأحیان یظهر علی اللسان وفی العمل وبعض الأحیان یبقی مکتوماً فی البال والقلب. کل مرتبة من هذه المراتب لها تاثیرها الخاص علی الساحات العملیة والأخلاقیة والمعرفیة. کل من یتلفظ الشهادتین ویدخل مدینة الإسلام فهو لیس بالضرورة مؤمناً. علی مثل هذا الشخص أن یرتقي إلی مراتب الإیمان وأن یجتاز مدرسة الأحکام العملیة والأخلاق الفردیة والاجتماعیة ( التربویة النفسانیة) ویحظی معرفة قلبیة ویستعد لکی یبلغ مرتبة الفناء فی الله والبقاء في الله.
هناك مسار آخر أمام مسار الصعود والتكامل و هو الهبوط والقهقرى. الإنسان بعد ارتكاب المعاصي والذنوب يصبح كالأنعام بل أدنى وأضل منها منزلة ومساراً حيث يُبتلى بالعذاب الإلهي كما قال القرآن الكريم ”  اُولئِكَ كَالأنْعامِ بَلْ هُمْ أضَلَّ اُولئِكَ هُمُ الغافِلُون ”
الخروج من كل درك من الدركات السفلى يستلزم أن نتحمل عقاباً وأن النقصان في كل مرتبة من هذه المراتب يستلزم عقاباً يتناسب مع هذا النقصان.
ولعل جميع البشر سواءً كانوا من العلماء أو عوام الناس وحتي الأولياء والأنبياء بهذا السبب فإنهم بحاجة إلى التوبة والإنابة و هي تتناسب مع المرتبة التي هم فيها. العامي يتوب من ارتكاب الحرام والعالم من المكروه والولي من المستحب وترك الأولى وهي المرتبة الأخيرة والنهائية للتوبة . كما قال رسول الله (ص) : “ما عَبَدْناكَ حَقَّ عِبادَتِكَ وَ ما عَرَفْناكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ “.
التوبة بهذا المعنى تشمل جميع مراتب الحياة الفردية والاجتماعية في شتي الشؤون الاقتصادية والاجتماعية والسياسية  وما شابه ذلك.
إن العالم والعامي من خلال فهم المواقف والواجبات في مختلف المراحل وصيانة جميع الأمور في نطاق كل الأوامر والنواهي والعمل الواعي والخالص وحفظ القلب من الأفكار السيئه بإمكانهما أن يكونا في مأمن من الارتماء‌ في أحضان النفاق والشرك وأخيراً العذاب والعقاب.
الشریعة هی الأحکام العملیة للدین التي بینها علم الفقه لنا وهي مرتبة من مراتب الدیانة. الشریعة ترسم الأعمال الفردیة والجماعیة لأهل الإیمان تجاه خالق الکون وولي الله الأعظم ( أرواحنا له الفداء) والعالم وتبين لنا الواجبات في جمیع الشؤون.
الشریعة تشمل الجسم والتي تتضمن جسم الإنسان وصورة للعلاقات الفردیة والاجتماعیة وتقوم بتطهیرها وتجعل الإنسان مستعداً لکي یجتاز المراتب والمدارج. علی هذا الأساس الشریعة لیست کل الدین والدیانة بل هي مرتبة بدائیة بإمکانها أن تصنع من المتدین موجوداً یمثل الصورة الخارجیة للشریعة کما أن التکالیف لاتعني تحقیق الدیانة فی ظاهر و باطن الإنسان ولاتتضمن أیضاً ظهور حقیقة الدین لأن العبودیة لاتظهر هویتها إلا بعد أن یندمج الإنسان مع حقیقة الإسلام. ینبغی للإنسان من أجل الإرتقاء إلی الدرجات العلیا أن یجتاز المرتبة السابقة وذلک وفقاً للأحکام الصادرة من صاحب الشریعة ولي الله الاعظم (ع) وأن یتم الأمر بمصادقته لأن النقصان والإهمال في تنفیذ التکالیف والواجبات باعتبارها المرتبة الأولی لبلوغ الکمال تؤدي إلی الوقوف والتراجع والسقوط بین الذین ینکرون الحق.
کما أن مدرسة الأخلاق أیضاً ینبغي أخذ أصولها وفروعها من مصدر صادق علیه حجة الله علی العباد. الإنسان من خلال الأخلاق بإمکانه أن یسیر بجسمه  نحو العبودیة وساحة الإخلاص وأن یزیل عن أعماله الشوائب ویتأدب بآداب الدین و أن یحرر نفسه من جمیع قیود النفس الأمارة بالسوء وأن یرتقي إلی المراتب السامیة. هذه المدرسة هي باطن الشریعة وهنا یندمج الظاهر والباطن معا ویتمکن سالک طریق الدیانة أن یتوجه نحو مرتبة أکثر نورانیة.
هاتان المرتبتان هما مقدمة للإرتقاء إلی المرتبة الثالثة. جسم وروح الطالب المستعد عملیا وفقاً لطاقاته وإستعداده سیکون محلاً لظهور درجات من الأسماء والصفات الکمالیة وتمثالاً للأسماء والصفات المتعالیة.
مسار الکمال في النهایة ینتهي إلی مقام الإنسان الکامل والذي هو صاحب أعلی درجات الصفات الإلهیة . الإنسان الکامل صاحب الصفات التامة الإلهیة هو الواقف فی قمة هذا المسار. هذه الدرجة من الکمال التي ظهرت فی أولیاء الله من أهل بیت النبی الأکرم (ص) التي ظهرت باعتبارها الولایة التامة هي في الحقیقة ظهور لأعلی مراتب صفات الکمال وأصحاب هذه الصفات هم أئمة أهل البیت الواسطة بین الخالق والمخلوق وإن هذه الصفات بشکلها المطلق هي لله سبحانه وتعالی فقط.
لعل أحد معاني هذه الآیة «وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ  ” والذي عبر بعض المفسرین عن «لِيَعْبُدُونِ» ب “ليعرفون” أي خلق الله الجن والإنس لکي یجتازوا المراتب ویستعدوا لاستقطاب الصفات الإلهیة ویتحولوا إلی موجود متکامل وتمثال للعبودیة والأخلاق والمعرفة.
یعبر الأدب الدیني بالحدود الناعمة بین الکفر و الإیمان والرضا والسخط الإلهي بجسر الصراط وإنه أدق من الشعر وأحد من السیف وإن هذا الجسر موجود فی دار الدنیا وإننا نسیر علیه لیلاً و نهاراً دون أن نعلم. إن لم نتمکن المرور علی هذا الجسر فی الدنیا فإننا لا نتمکن المرور علیه مؤکداً في الاخرة والذي یتجلی فیها بشکل خاص. إن الغفلة والغطرسة لا تسمح لنا أن نری هذا الجسر فی الدنیا کما أن الغفلة والغطرسة تصنع منا تمثالاً للنفاق وأهله وینتهی بنا الأمر أن نؤمن ببعض الآیات ونکفر ببعض. «يَقُولُونَ نومِن بِبَعْضٍ وَ نَكْفِرُ بِبَعْضٍ». 
إن الإمام  علی بن موسی الرضا (ع) فی الحدیث المذکور یضع شرطاً هاماً للدخول في حصن “لا إله إلا الله” الحصین و یقول: ” بِشَرْطِها وَ شُرُوطِها وَ أَنَا مِنْ شُرُوطِهَا” أي ولایتي بإعتباري أحد أئمة أهل البیت (علیهم السلام) یعتبر شرطاً للدخول إلی هذا الحصن ولیس لهذا الشرط بدل.
هذا الحدیث یحمل في طیاته المعاني السامیة والقیم الرفیعة التي یتطلب شرحها مجالاً واسعاً.  بهذه العبارة یمکن لنا أن نفسر جمیع الماضي والحاضر والمستقبل وأن نزیل الستار الذی اُسدل علی الدین بعد أکثر من ألف عام وأن نکشف عن الحقیقة التی لم تکن أحیانا سوی الوزر والوبال. سنة قادة الدین تأتي تبعاً للقرآن لإیضاح القضایا بشکل إجمالي وإن قادة الدین من خلال التفسیر الذي یقدمونه یزیحون الستار عن حقائق وباطن الأمور والتي لم تکن مکشوفة إلا فقط للراسخين في العلم. إن استنباط ظاهر أحادیث المعصومین (علیهم السلام) یتطلب أهلیة وکفاءة خاصة فکیف بباطنها.
قد أعلن الإمام  الرضا (ع) بین جمع غفیر من أهالی نیشابور وعلی أعتاب دخوله إلی مدینة مرو عندما کان یعتبر مأمون الطاغي الظالم نفسه أمیراً للمؤمنین وخلیفة للمسلمین بأنه العلم الهادي في هذا الحصن والذی یجیز للآخرین الدخول فیه وإنه الشرط اللازم الضروري والواجب علی الإطلاق للدخول إلی حصن الإیمان وحدیقة الفلاح المثمرة ولقاء الله جل جلاله.
کما قال النبي الأکرم (ص) :” أنَا مَدينَةَ العِلْم وَ عَلِيٌ بابُها  ” أی إن العلم بالمعنی الحقیقي للکلمة هو موجود لدي وأنا مدینة العلم وکل ما هو سوی هذا الأمر فهو سراب ووهم وأن علیاً (ع) بوابة هذه المدینة.
علی وولایته هو الحسن وولایته هو الحسین وولایته هو ولي الله الأعظم والذي یبلغ في سلسلة أهل البیت (علیهم السلام) إلی صاحب العصر والزمان(عج). کل هؤلاء الواحد تلو الآخر حسب شأن الولایة التامة لأئمة الدین فهم حفظة مدینة العلم والدین والحقیقة والمعرفة التي اجتمعت في رسالة ونبوة وولایة النبی الأعظم (ص) خاتم الأنبیاء والذي هو جامع جمیع علوم الأنبیاء والدین وتفسیره وتأویله بشکل کامل موجود لدیه.
أمیرالمؤمنین (ع) لدیه عبارة جمیلة في حدیث “النورانیة” والتي تبین مکانة وشأن ولي الله الأعظم (عج). قال علي بن أبی طالب (ع) : ” … أَنَا خَاتَمَ الْوَصِيِّينَ وَ أَنَا الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ وَ أَنَا النَّبَأُ الْعَظِيمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُون‏…  ”
حسب روایات الأئمة علیهم السلام هو من یقوم بسؤال جمیع الخلائق علی جانب جسر الصراط وهو من یقدم للناس رخصة المرور.
العبور علی جسر الصراط له شرط وهو ما ذکره الإمام  علی بن موسی الرضا (ع) فی حدیث سلسلة الذهب وهو جسر الولایة الذی ینتهی إلی مدینة الإیمان والفلاح أي جنة الخلد.
المسلمون یذکرون دوما مکانة ومقام هذه الذوات المقدسة فی الأدعیة والزیارات المأثورة الخاصة بأهل البیت علیهم السلام. إن زیارة الجامعة الکبیرة بین کل هذه الآثار باعتبارها النظام الأساسی للشیعة فإنها بارزة وشاملة.
من الواضح أن الاقتراب إلی الصراط المستقیم یستلزم التقارب مع الإمام  المعصوم (ع) ويستلزم أن یکون هناک نوع من التناغم والمتابعة لصفاته وخصاله وإن هذه الصفات والخصال علی أتم الوجوه  وأکملها مختصة بالأئمة المعصومین ومنحصرة فیهم لکي یتمکنوا من حفظ الدین والشریعة في مقام الولایة. إن القرابة الظاهریة لاتکفي لأن ابن نوح وجعفر الکذاب وأمثال أبي لهب حسب الظاهر کانوا من أقرباء النبی نوح (ع) والإمام  الهادی (ع) والنبي الأکرم(ص) لکن القرآن لایعتبرهم من أهل البیت کما قال الله مخاطبا النوح (ع) : ” يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ  “. إن القرابة من حیث الرحم والظاهر لم تجعل الإنسان مستعداً للقرب الإلهي.

إن الإقتراب إلی حارس هذا الحصن الحصین والدخول إلیه یستلزم أن تجتاز المراتب التي تسمح لک أن تکون من أهل الحرم وأن تستقطب صفات الکمال. إن اکتساب هذه المراتب تمنح سالک طریق القرب درجات من المحبة والأهلیة. إن أئمة الدین هم مظاهر لأعلی مراتب الأهلیة وأسمی درجات الکمال ولهذا أصبحوا أهلا لمقام الولایة وبسبب هذه الکفاءة منح الله لهم الصلاحیات اللازمة لهدایة الخلق.
خلیفة الله هو صاحب أعلی درجات صفات الکمال لکن رغم وجود الإنسان الکامل نری أن الخلافة بلغت إلی أصحاب المراتب الدنیئة.
خلیفة الله والذي اعتبره الله فی بدایة الخلقة سببا لخلق العالم والإنسان هو المظهر والتمثال التام للصفات المتعالیة الإلهیة وهو بإمکانه أن یکون معلما وهادیا ومرشدا للناس في طریق الحیاة الوعرة. کما أن الحکمة والعدالة الإلهیة تقتضی أن یکون الإمام  ولیا علی الناس کما أن العاقل البالغ هو دوما ولیا وقیما علی الصغیر والسفیه وإننا نقرأ فی الزیارة الخاصة بصاحب العصر (عج) : ” السّلام عليك يا خليفة الله و خليفة آباء المهديين”.
خلیفة الله هو وارث الأنبیاء وصاحب میراثهم الذي شاء الله أن یکون إماما وهادیا للناس.
من المؤکد مصادیق هذه الآیه “أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ” لایمکن أن یکونوا خلیفة الله علی الأرض وأن یکونوا قادة الناس إلی الرشد والهدایة.
انتهي.

بقلم اسماعیل شفیعی سروستانی

الهواشی‌:

  1. . «قال عليّ بن ابي طالب(ع): حدثني اخي وابن عمي محمّد رسول الله(ص): حدّثني جبرئيل(ع) قال: سمعت ربّ العزّه سبحانه و تعالي يقول: كلمة لا اله الا الله حصني فمن قالها دخل حصني و من دخل حصني امن من عذابي  (بحارالانوار، ج 49، ص 127).
  2. . سورة ذاريات (51)، آية 56.
  3. . بحارالأنوار، ج 69، ص 292.
  4. . خوارزمي، موفّق بن احمد، المناقب، ص 91، ح 84.
  5. . بحارالأنوار، ج 26، ص 5.
  6. . سورة هود (11)، آية 46.
  7. . سورة اعراف (7)، آية 179.

 

شاهد أيضاً

إمام العصر علیه السلام بانتظار شاب مكافح للظلم ومجدد ومناد بالعدالة

إن المهدوية منسجمة ومتناغمة مع روح الشاب، ومنسجمة ومتناغمة مع قلب الشاب، فقلب الشاب لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.