الإستعمار الحديث؛ أسلوب الغرب الجديد للتعامل مع العالم الإسلامي

فيما يتعلق بالحرب على فيتنام، أضطرت أميركا بسبب ضغوط الرأي العام إلى الإنسحاب، فلهذا وبعد حادث 11 سبتمبر، جعلت من هوليوود أداة دعائية لإلقاء أفكارها المطلوبة، وتبرير هجومها على البلدان الإسلامية ونهب مخزونات الطاقة للمسلمين.

وتطرقت المؤلفة المسلمة الجزائرية، وصانعة الأفلام الوثائقية، «سميرا بنتوركي سعيدي» الى إجراءات الغرب الجديدة بشأن تعزيز ظاهرة الإسلاموفوبيا، مبينة: القوة المتزايدة لدى المسلمين هي السبب في كون أصابع الإتهام موجهة إليهم في كل حادث إرهابي.
وأوضحت أن المسلمين حالياً يمتلكون مخزونات الطاقة الهائلة، فالقوى الكبرى تستعد للقيام بأي عمل للحصول عليها، وتنوي عبر ممارسة الأعمال الإرهابية وتحميل المسلمين مسؤوليتها تبرير هجومها على البلاد الإسلامية ونهب مخزوناتها الهائلة للطاقة.
وبينت صانعة الأفلام الوثائقية هذه، قائلة: فيما يتعلق بالحرب على فيتنام، إرتكبت أميركا بعض أخطاء فاضطرت تحت ضغط الرأي العام إلى الإنسحاب، لكن هذه القضية أصبحت درساً لأميركا لكي تحاول إقناع الرأي العام لإجراءاتها التالية. الحكومة الأميركية تقتل شعبها ثم تحمّل الذين تريد الغزو على بلادها مسؤولية القتل.
بشأن دور سينما “هوليوود”، قالت سعيدي: بعد أن وقع حادث 11 سبتمبر، جعلت الولايات المتحدة الأميركية من “هوليوود” أداة دعائية لإلقاء أفكارها المطلوبة، ثم عقد في هذا البلد إجتماع رفيع المستوى بحضور مستشار الرئيس الأميركي السابق «بوش» والمسؤولين الكبار للقنوات التلفزيونية الأميركية، محاولين فيه – حسب تخطيط مسبق ومدروس – إقناع الرأي العام الأميركي والعالمي لأفكارهم ونواياهم.
وأضافت: الرأي العام العالمي واكب في البداية أخبار ومخططات وسائل الإعلام العميلة الأميركية، لكن أدرك فيما بعد نواياها الرامية إلى تضليله، فحاول إبعاد نفسه عن هذه النوايا الصادرة من البيت الأبيض وحلفاءها السنمائيين؛ هذا وبالإضافة الى أن شعوب العالم قد أدركت اليوم الأهداف المشؤومة التي كانت تحاول أميركا تحقيقها بعد حادث سبتمبر، فلهذا تسعى عبر هذا الوعي الجديد بناء التاريخ مجدداً، وتحول دون سيطرة المستعمرين على مصادرها وثرواتها مجددا.
واعتبرت المؤلفة والمنتقدة لسينما هوليوود أنها تتناول في إثنين من أفلامها وهما «وسائل الإعلام بإعتبارها جيش الشيطان»، و«وسائل الإعلام للدمار الشامل» أدوات تنوي القوى الإستعمارية إستخدامها في المستقبل بهدف نهب أموال ورساميل المسلمين، وأشارت إلى أن ايران تعتبر من الدول المستهدفة من هذه القوى، فعلى الشعب الإيراني أن يهتم بإنتخابات الرئاسة المقبلة، ويتصدى للتدخلات الأجنبية المشؤومة، ولمحاولات القوى الكبرى الرامية إلي عرقلة مصيره.
وتحدثت سعيدي في جزء آخر من كلامه عن حادث “بوسطن”، قائلة: هناك هدفان رئيسيان وراء مثل هذه الأحداث؛ أولهما تشويه سمعة المسلمين وحث الجهال على مواجهتهم، والثاني إظهار القيم بشكل مقلوب، ومن أشكاله إحتقار الكبار وتعظيم الضعفاء وعديمي القيمة.
وأضافت: في مواجهة مثل هذه الإجراءات النفسية، يجب أن نقتدي بأشخاص مثل «جمال عبدالناصر» الذي بأعماله المرموقة سجل إسمه في سجل التاريخ؛ يقول عبدالناصر في إحدى كلماته: ” عندما يصفّق لي الغرب أعود إلى الوراء لكي أرى ما هي الخطيئة التي إرتكبتها؟؛ فعلى المسلمين أن يبدوا مواقفهم الإجتماعية والثقافية والسياسية على أساس هذا الكلام المناوئ للإستكبار.
وقالت في ختام كلامها: يجب الإنتباه إلى أن جرائم مثل بوسطن تستهدف حياة الناس، إلا أن هناك جرائم تستهدف روح وتاريخ وهوية المسلمين، فعلى المسلمين أن يعودوا إلى تاريخهم وثقافتهم ويلقوا فيهما نظرة عميقة لكي يتمكنوا من التصدي لإنهيارهما ونسيانهما.
يذكر أن «سميرا سعيدي بنتوركي» بإعتبارها ناشطة وباحثة مسلمة من أصل جزائري، تشتغل حاليا بتأليف الكتب وصناعة الأفلام خصوصا الأفلام الوثائقية؛ إضافة الى أنها تعتبر ناقدة خطيرة لسياسات الغرب وسينما “هوليوود”، بحيث قد نجحت في تأليف كتب إسلامية بعدة اللغات لمواجهة هذه السياسات، كما قد تمكنت من إنتاج ثلاثة أفلام وثائقية في هذا المجال وهي «وسائل الإعلام بصفتها جيش الشيطان»، و«حرية التعبير»، و«وسائل الإعلام للدمار الشامل».
المصدر : وكالة الأنباء القرآنية الدولية (ايكنا)

شاهد أيضاً

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

بن غفير: زعيم الإرهاب قائدا للأمن!

الاخبار – القدس العربي: قام جندي إسرائيلي بتهديد نشطاء فلسطينيين وإسرائيليين كانوا يتضامنون مع أهالي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *