الثلاثي المقدس ( القسم الرابع عشر: المسلمون والمجاهدة بلا هوادة)

اسماعيل شفيعي سروستاني : وربما يمكن القول بان سر عالمية الاسلام، يكمن في هاتين النقطتين، كما ان سر خلود الاسلام يكمن في هذه البنية والقوة. وربما انه بعد نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لم تكن حاجة لنبي اخر، يعود الى هذين الموضوعين. لان جميع القضايا التي يحتاجها الانسان، كانت قد وردت في هذا الدين، فضلا عن وجود موضوعات في الدين الاسلامي، تتيح تجديد الحياة. ان ايا من الحضارات الاخرى، لا تتمتع بهذه الميزات. لذلك فان فترة فاعلتيها تكون قد شارفت على الانتهاء.

اسماعيل شفيعي سروستاني
والمسالة الاخرى التي يمكن ان تكون فصل الخطاب، هي وجود روح الجهاد وحب الاستشهاد لدى المسلمين. ان هذه الروح الجهادية في الثقافة الاسلامية والمسلمين لاسيما الشيعة، جعلتهم يملكون القدرة على بناء حضارة جديدة.
ومعلوم ان ايا من وارثي الحضارات السالفة، لم يكن لديهم ما يقولونه في القرن العشرين، لان حضاراتهم كانت قد طمست وزالت. لذلك كان بوسع الغرب، تجاهل تلك الحضارات والتخلي عنها. وبعض الاديان كذلك، لم تكن لديها القدرة على الوقوف بوجه الغرب، اديان مثل “البوذية” و “البرهمانية” وغيرها. لذلك فانهم ذابوا في الغرب. لكن فيما يتعلق الامر بالاسلام لاسيما التشيع، توجد قوة وطاقة لبناء حضارة، واجتياز الوضع القائم والمواجهة مع الغرب. وسبب هذه البنية القوية القادرة على بناء الحضارات، موضوعان هما: “النظر الى المستقبل” و “وجود حب الاستشهاد والجهاد”.
وربما يمكن القول بان سر عالمية الاسلام، يكمن في هاتين النقطتين، كما ان سر خلود الاسلام يكمن في هذه البنية والقوة. وربما انه بعد نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لم تكن حاجة لنبي اخر، يعود الى هذين الموضوعين. لان جميع القضايا التي يحتاجها الانسان، كانت قد وردت في هذا الدين، فضلا عن وجود موضوعات في الدين الاسلامي، تتيح تجديد الحياة. ان ايا من الحضارات الاخرى، لا تتمتع بهذه الميزات. لذلك فان فترة فاعلتيها تكون قد شارفت على الانتهاء.
إن عهد فاعلية جميع الاديان والمذاهب في الشرق، محدود. ولهذا السبب فانه عندما كان ينتهي عهد هذه الديانات، كان نبي جديد ياتي، ويقدم دينا فعالا. وكما انه في ظل انحراف ووهن وامتزاج اليهودية، انتهت فترة فاعلية اليهودية، جاء السيد المسيح، عليه السلام. وعندما انتهى عهد فاعلية دين السيد المسيح، عليه السلام، ظهر الاسلام.
ومع بعثة نبي الاسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بدأ تاريخ جديد، وهذا العهد الجديد فاعل، ويتميز بفاعلية خاصة، لكنها غير مغلقة وغير محدودة. بل ان هذا الدين، مكتمل وعالمي ويدوم. ان عهد فاعلية هذا الدين يستمر الى اخر الدنيا واخر عمر البشرية. وبسبب ما يتضمنه هذا الدين من قدرات وطاقات، فان بوسعه ان يكون فاعلا ويستمر حتى نهاية عمر البشرية. ان هذا الدين يشتمل على جميع الاحكام وجميع الحقائق، فضلا عن وجود عدة ميزات اخرى فيه، تميزه عن سائر الديانات.
1-    امتلاكه روح الجهاد
2-    تميزه بنظرته الى المستقبل
3-    بامكانه من خلال عنصر الاجتهاد، تجديد الحياة مرة اخرى
إن هذه العناصر الثلاثة، لم تكن موجودة في اي من الديانات السابقة، لذلك ليس بمقدورها الوقوف بوجه الغرب.
إن وجود هذه العناصر (الجهاد والاجتهاد والنظر الى المستقبل) ادى الى ان يقف الفكر الشيعي بكل ما اوتي من قوة في مواجهة الثقافة والحضارة الغربية، وان يقول “لا” للحضارة الغربية. وبالتاكيد، لا احد غير الغرب، يعرف ذلك.
إن وجود هذه الطاقات لدى المسلمين الشيعة في منطقة الشرق الاوسط ، كفيل لان يتجهم الغرب بوجههم ويرفضهم.
وقد حُدد لنا دور للمستقبل وفي زمن الظهور، فقد ورد في الكثير من الروايات، بان المستشارين الرئيسيين لصاحب العصر والزمان،عليه السلام، هم من الايرانيين، الذين سيكونون من انصار الامام المهدي، عليه السلام. وهذا الدور الذي سجل للايرانيين ذكر في المصادر اليهودية والمسيحية وكذلك المصادر الاسلامية. وكما اسلفنا، فقد جاء في نبوءات نوستراداموس بان رجالا من “برشيا” يتحركون ويضطلعون بدور في التاريخ. وكما ورد في جميع مصادر اهل السنة، بان رجلا من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، سياتي، لابراز كل شان وهوية ومكانة الاسلام، للعالم.

يتبع إن شاء الله    
جـميع الحقـوق مـحفوظـة لمركز موعود الثقافي
لا يسمح باستخدام أي مادة بشكل تجاريّ دون أذن خطّيّ من ادارة الموقع
ولا يسمح بنقلها واستخدامها دون الإشارة إلى مصدرها.

شاهد أيضاً

الثلاثي المقدس ( القسم الحادي عشر: الشرق الاسلامي والمصادر الهائلة للثروة)

اسماعيل شفيعي سروستاني إن القسم الاكبر من الاحتياطي النفطي في العالم، او بالاحرى ثروة العالم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.