ما هي سیرة الإمام علی (ع) في التعامل مع المعارضین؟

کیف کان یتعامل الإمام علی بن أبي طالب (ع) مع المعارضین والرافضین لحکمه؟ هل تعامل معهم بحدة وعنف أم إتخذ سبیل التسامح والعفو؟

وکتب رجل الدین الإیراني، الشیخ “داود فیرحي”، مقالاً عن سیرة الإمام علی (ع) في التعامل مع معارضیه وجاء في المقال کـ التالي:

أینما تأسست المدن وجدت التعددیة والإختلاف والفرقة. الکوفة کانت مدینة مکونة من 360 قبیلة أشرف علیها وحکمها الإمام علی بن أبی طالب (ع).

وجمعت مدينة الکوفة أناساً من مختلف بقاع العالم فـ کان یقیم فیها إیرانیون ومصریون وقبائل من الحجاز.

عندما تتوسع المدینة ویحل فیها نوع من التعددیة ربما تکون أمام ثلاثة أنواع من التعامل، النوع الأول هو الإعراض بمعنی تجنب الخلافات والقضایا الإجتماعیة.

والنوع الثانی یتمثل في الإحتجاج بعمنی أن هناك فئة لدیها مشروع لإدارة المدینة وهي ربما تکون جزء من الحکومة أو خارجة عنها والنوع الثالث من التعامل الذي ربما یکون في المدینة هو العنف أي ربما هناك فئة تنتهج العنف. الکوفة کانت هکذا مدینة بهذه الصفات.

وقعت حرب صفین وراح ضحیتها 70 ألفاً وصارت المدینة تنزف دماً حیث مات 70 ألفاً من رجالها کل منهم کان یعیل أسرة کاملة. کان الإمام علی بن أبي طالب (ع) یحکم هذه المدینة التي فیها المعارض وفیها المعاند وفیها أصحاب المشاریع الرؤی المختلفة.

وربما بعد حرب طاحنة کـ حرب صفین کان ینتهج حاکم المدینة رؤیة أمنیة للتحکم بالمدینة ولکن هناك وثائق تدلّ بأن الإمام علی (ع) لم یتخذ هکذا منهجاً بل قام بتحریر الأسری والعفو.

ولحق المواطنة أنواع؛ الأول حق الکرامة والحریة للمواطن، والثاني حق التمتع بالثروة الوطنیة، والثالث حق التمتع بکامل حقوق المواطنة. المخالف للحکم السیاسی یجب أن یتمتع بکل أنواع حقوق المواطنة لا أن یحرم منها بسبب مخالفته فقط.

 

المصدر: https://iqna.ir/ar/news/3476639/

شاهد أيضاً

ثقافة الثورة عند الإمام الحسين عليه السلام

  قال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.