مفكر بلغاري: فلسفة انتظار المنقذ الموعود ترفدنا بالامل بحلول مستقبل افضل

اعتبر المفكر والكاتب البلغاري المقيم في المانيا الدكتور صالح سوارسكي ان الامل بظهور الامام الثاني عشر الذي سياتي ليملا الارض قسطا وعدلا بعدما ملئت ظلما  وجورا يمكن ان يشكل علاجا شافيا ووافيا للانسان القابع في قبضة واسر هذه الدنيا.

واضاف في حوار اجراه مع مراسل شفقنا، اننا نتحلى في مدرسة الانتظار بامل قدوم ايام افضل وهذا يساعد على تذليل المشاكل وتبديد السيئات لنتطلع الى مستقبل اكثر اشراقا.

وقال هذا المفكر الذي يقوم بالتدريس في جامعة صوفيا ويهتم ويترجم نصوص الفلسفة الاسلامية والشريعة وعلم الكلام قال وهو يرد على سؤال عن مدى اثر انتظار المنقذ في الاديان المختلفة على تدعيم مستقبل الانسان وازدهار المجتمع اخلاقيا واقتصاديا، ان اي مجتمع يعيش انتظار منقذ ما، فانه مجتمع يتطور لان الانسان يسعى دائما لتطوير وتهذيب نفسه لذلك نرى ان المجتمعات التي تؤمن بقدوم المنقذ تطورت علميا واجتماعيا وثقافيا.

وعن سؤال حول وجود منقذ في بعض الديانات مثل سوشيانت بالزرادشتية وبوذا الخامس في البوذية والمسيح في المسيحية والمهدي في الاسلام، قال اننا نعرف ان الاديان الالهية تنص على انه يجب ان يكون هناك منقذ ياتي في آخر الزمان، معتبرا ان الايمان بمجئ المنقذ يمثل وجها مشتركا بين الاديان المختلفة.

وعن اوجه الاشتراك بين الاسلام والمسيحية بشان ظهور المنقذ قال هذا المفكر البلغاري ان الديانتين المسيحية والاسلام يشتركان في الكثير من النقاط بما فيها الايمان بالمنقذ، فالمسلمون يؤمنون بان الامام المهدي المنقذ الموعود سياتي يوما بينما يؤمن المسيحيون ان السيد المسيح هو المنقذ، مؤكدا ان الانسان المسلم الذي يتقيد بالتعاليم الاسلامية وينفذها ويؤمن بالظهور، ينال درجات ومراتب رفيعة.

وعما اذا كان انتظار المنقذ الموعود ينحصر على اللسان والقول فحسب أم أن اتباعه يجب ان يطبقوا اقوالهم على ارض الواقع والفعل، قال الدكتور سوارسكي ان الانسان يملك بعدين، النظري والفكر الفردي والاخر عملي والافعال التي يمارسها في حياته، وهذان البعدان يعملان كجناحين يعانق من خلالهما الانسان عنان سماء السمو والشموخ، لذلك فان مجرد الايمان بظهور المنقذ لا طائل منه لان الانسان لا يستطيع الطيران بهذا الجناح لوحده، بل يجب ان يظهر على ارض الواقع انه ينتظر ظهور المنقذ، اي انه يمهد من خلال وضع التعاليم و الاحكام الاسلامية موضع التطبيق، لظهور الامام المهدي والتعجيل في ظهوره.

وعن وجود علاجات مختلفة في العصر الحاضر بغير العلاجات الدوائية بما فيها العلاج بالالوان والموسيقى وغيرها، فهل العلاج بانتظار المنقذ يمكن له ان يعتمد كعلاج معنوي، اكد هذا الباحث في الفلسفة الاسلامية ان الامراض النفسية قد زاد انتشارها في العصر الحاضر اكثر من الامراض الجسدية، واكثرها الكآبة وسببها الرئيس هو غياب الامل بمستبل افضل، مؤكدا ان الاسلام يوفر علاجا معنويا لاوجاع ومقاساة البشرية، وان الامل بظهور الامام الثاني عشر ليقضي على الظلم والجور، يمكن ان يشكل علاجا وشفاء للانسان الذي وقع في براثن وزخارف هذه الدنيا. اننا نؤمن في مدرسة الانتظار ان اياما افضل في الطريق ولابد للمساوئ ان تزول وترحل.

وردا على سؤال عن دور الانتظار في محاربة ومكافحة داعش والتكفيريين والحالات الاخرى من الفساد، قال ان محاربة داعش والتكفيريين الذين شوهوا صورة الاسلام امر ممكن واحد السبل لذلك هو الافادة من الانتظار لان الانتظار يبث روح الامل ويزرعها في المجتمع، وهذا يتحقق من خلال العمل والالتزام بتعاليم الاسلام الحقيقي. ان الذي يطبق تعاليم الاسلام الحقيقي يظهر ان الاسلام ليس دين التطرف بل يبحث عن مستقبل يعيش فيه الناس بهدوء واستقرار وبمناى عن الظلم والجريمة وفي ظل العدالة جنبا الى جنب.

وعن رؤيته تجاه بعض المفردات التي وجهها اليه مراسلنا قال الدكتور سوارسكي:

الاسلام: أكمل الاديان التي انعم بها الله على البشرية.

المسيحية: دين الصداقة.

محمد (ص): أرفع وأسمى شخصية مجتباة بين الناس.

المسيح (ع): وهو صحاب معجزة من لدن الله، وولد من دون أب.

الثورة الاسلامية والامام الخميني (رض): حقبة حديثة في تاريخ البشرية، ونامل ان تحقق مزيدا من التقدم.

مكانة الاديان في المجتمعات التكنولوجية الصناعية العصرية: ان المجتمعات الصناعية هي بحاجة ماسة الى الدين لان الاناس في غياب الدين تحولوا في هذه المجتمعات الى روبوتات وخسروا مشاعر الود والمحبة تجاه احدهم الاخر، والانسان الفاقد للمعنوية، يصاب بازمة المعنوية، وان الكثير من الافراد في المجتمعات الصناعية يعانون من مشاكل نفسية، لكن العودة مجددا الى الدين كفيلة باصلاح ذلك في هذه المجتمعات.

وخلص هذا المفكر والباحث البلغاري الى القول اننا يجب ان نؤمن بالإمام المنتظر ونجهز انفسنا لظهوره.

شاهد أيضاً

عِللُ الغيبة و فلسفتها

«اللّهمّ عرّفني حُجّتك، فإنّك إنّ لم تُعرّفني حُجّتك ضَلَلْتُ عن ديني»لا نعرف شيئاً بعد معرفة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.