المسيحيون المتصهينون (القسم الخامس: سلاح الجيش الصليبي الجديد وايات الانجيل)

اسماعیل شفيعي سروستاني
عندما اصيب رونالد ريغن اول رئيس امريكي اصولي وايوانجيلي، بالاحباط لان يكون اول من يضغط على زر بدء حرب هرمجدون الذرية، لم يكن احد يظن بان فعاليات ونشاط انجيليي حزام الولايات الجنوبية الامريكية، قد انتعش وازدهر الى هذه الدرجة بحيث تجاوزوا ميادين النشاطات التبشيرية ليقتحموا ساحات العمل السياسي. وعلى الرغم مما كانوا يتصورون، فان ذلك كان بداية الطريق الذي وجه سلطة وثروة ورجال السياسة في اميركا، في المسار الذي كان سيفضي الى حرب هرمجدون الذرية والتغلب على عالم المستضعفين، اولئك الذين كانوا قد قدموا في ادبيات المسيحيين الصهاينة، تحت مسمى القوى الشريرة والشيطانية.

اسماعیل شفيعي سروستاني
عندما اصيب رونالد ريغن اول رئيس امريكي اصولي وايوانجيلي، بالاحباط لان يكون اول من يضغط على زر بدء حرب هرمجدون الذرية، لم يكن احد يظن بان فعاليات ونشاط انجيليي حزام الولايات الجنوبية الامريكية، قد انتعش وازدهر الى هذه الدرجة بحيث تجاوزوا ميادين النشاطات التبشيرية ليقتحموا ساحات العمل السياسي. وعلى الرغم مما كانوا يتصورون، فان ذلك كان بداية الطريق الذي وجه سلطة وثروة ورجال السياسة في اميركا، في المسار الذي كان سيفضي الى حرب هرمجدون الذرية والتغلب على عالم المستضعفين، اولئك الذين كانوا قد قدموا في ادبيات المسيحيين الصهاينة، تحت مسمى القوى الشريرة والشيطانية.
ومن وجهة نظرهم، فان جميع معارضي بني اسرائيل والصهاينة، يقفون في هذا الجانب من الميدان، فيما تقف قوى الخير او حماة بني اسرائيل في الجانب الاخر منه. ولاكثر من ثلاثة عقود، دأبت وسائل الاعلام الغربية ذائعة الصيت، وجنبا الى جنب الساسة، على شرعنة كلمات القساوسة الامريكيين من حماة الكيان الغاصب، ولقنوا جموعا غفيرة من سكان اميركا واوروبا بان:
نهاية العالم باتت قريبة، فقد شارف العالم على الانتهاء وان المسيح سيظهر عما قريب، فيما سيقتل جميع العرب والمسلمين في حرب هرمجدون قبل ظهوره. ان هذا وعد به الكتاب المقدس ولا يجب التشكيك فيه.
وقد انتجت شركات انتاج الافلام السينمائية في هوليوود بكل طاقتها ومؤثراتها الفنية والمهنية، المئات من الافلام السينمائية حول الموضوعات التي يصبو اليها تحالف الصليب وصهيون، ليصبوا بذلك جام حقدهم وعدائهم القديمين على العالم الاسلامي والمسلمين، ونسب جميع المساوئ اليهم، وفي الوقت ذاته اعتبار ان جميع المحاسن والطيبات هي للغرب وقادته الذين يقودنه من خلف الكواليس.
وجورج دبليو بوش الذي كان من قادة محافل الهيكل العظمي والعظم الماسونية بمظهر اصولي، قد قرع على طبول الحرب مع العالم الاسلامي بهدف التمهيد للظهور الثاني للسيد المسيح (ع)، وبشر ببدء الحروب الصليبية الجديدة ضد العالم الاسلامي.
ولا يخفى على احد بان الغرب او بالاحرى تحالف الصليب وصهيون، يهيئ نفسه لاكبر واخر مواجهة مع العالم الاسلامي، لانهم يعرفون جيدا بان تبلور مركز السلطة الاسلامية في الشرق، سيضيق الخناق على الغرب المتمرد وتاريخه الايل للزوال، بل ان ذلك ينطوي على بشرى بحلول يوم التحرر الكبير لعالم المستضعفين من براثن التيارات الاستكبارية والصهيونية. الحدث الذي يتحقق مع ظهور الامام المهدي الموعود (عج).
وبالنسبة لهؤلاء فان الهجوم الاستباقي كان يشكل السبيل الوحيد للنجاة، حرب مقدسة باسم المسيح والتمهيد لظهوره في هرمجدون. وتدخل جيش المبشرين الانجيليين عن طريق الاعلام المتعدد بما فيه السينما والاذاعة والتلفزيون والانترنت و… لجعل قطاع كبير من الشعوب الغربية، يؤمن بان هذه الواقعة هي من الامور المحتومة وواجبة التنفيذ ودينية وذرية وتمهد للظهور الثاني للمسيح، لكي يتمتعوا في الظروف الحرجة بدعم وسند الشعوب الغربية.
ولقد لقنوا هذه المفاهيم الملفقة للجنود الذين يوفدون الى العالم الاسلامي الى العراق وافغانستان واليمن اليوم. ومن هنا والى ان يستفيق العالم الشرقي، تكون اميركا وحلفاؤها قد استولوا على جميع المناطق الاستراتيجية، وفي المقابل، توريط العالم الاسلامي في مستنقع التشرذم والحرب والفقر.
ولم ينس الغرب، الضربات الماحقة التي تلقاها من الجنود المسلمين في الحروب الصليبية الدامية، كما لم ينس صمود المناضلين والمجاهدين المناوئين للاستكبار ممن جاهدوا على مدى السنوات المائتين الاخيرة، بل ترتعد اوصاله من فكرة نشوء مركز السلطة في الشرق الاسلامي وبعده الظهور المقدس للامام المهدي الموعود (عج) وقمع الشيطان وجنوده بالكامل.
وهذا التخوف والقلق من قرع اجراس انتصار تاريخ المستضعفين المؤمنين على التاريخ الغربي المتهرئ الذي يتجسد اليوم في الماكينة الحربية للتحالف الصليبي والصهيوني، دفعهم الى الهمس بالنصر في حرب هرمجدون الصليبية لنهاية الزمان في أذن جنودهم المرتزقة والغزاة.
إن الصورة التي ترسم هبوط السيد المسيح (ع) اثناء اندلاع حرب هرمجدون المفبركة والمرسومة على جدران معسكرات الجنود الامريكيين في العراق والادعية والاذكار المنقوشة على الاسلحة الالية للجنود، تكشف النقاب عن مؤامرة الصليبيين والصهاينة ضد العالم الاسلامي بقدر ما كانت تصريحات جورج دبليو بوش تدق على طبول الحرب الصليبية الثانية.
وفي الحروب الامريكية المفروضة على المستضعفين، كان الجنود الامريكيون يقتلون المسلمين ببندقيات حفر صانعوها عليها ايات “الانجيل” بصورة مشفرة. اسلحة خاصة يتم انتاجها في جنوب افريقيا على يد شخص يدعى Glyn Bindon الانجيلي والاصولي.
وقد اقرت شركة Trijicon  المصنعة لهذه الاسلحة في مقابلة مع قناة “ABE” بحك شيفرات لايات وابواب “الانجيل” على اسلحتها المنتجة ولم تعتبره عملا غير شرعي، في حين ان هذا الاجراء، اعلن من قبل المتحدث عن الحريات الدينية في الجيش الامريكي MIchael Weinstein)) بانه اجراء يتعارض والدستور.
جدير ذكره ان شركة Trijicon  سلمت عام 2008 اسلحة بقيمة مائة مليون دولار الى الجيش الامريكي، كما ابرمت صفقة
معه بقيمة 660 مليون دولار. والملفت ان جنود الجيشين العراقي والافغاني يتلقون تدريبات على هذه الاسلحة.
إن السذج والبسطاء الشرقيين هم وحدهم الذين يعتبرون ان ثمة فارقا بين الرؤساء الامريكيين البيض والسود، لكن سواء أكان ريغن او بوش الاب او بوش الابن واوباما فانهم ينهلون من منهل واحد وخريجي محفل واحد ولا يفكرون الا بالهيمنة على العالم الشرقي واعلان الحكومة الكونية، لكن وعد الله بان يكون المستضعفون ائمة ووارثين في الارض، اذ يقول سبحانه وتعالى :
“ونُريد أن نَمُن عَلى الذين استضْعِفوا في الأرضِ ونَجْعلهُم أئِمَّة ونَجْعلهُمُ الوارِثين”.
إن شاء الله ولو كره المشركون.
يتبع إن شاء الله

جـمیع الحقـوق مـحفوظـة لمركز موعود الثقافی
لا یسمح باستخدام أی مادة بشكل تجاریّ دون أذن خطّیّ من ادارة الموقع
ولا یسمح بنقلها واستخدامها دون الإشارة إلى مصدرها

شاهد أيضاً

من بروتوكولات زعماء صهيون إلى انفلونزا الخنازير

ثمة رواية عن الامام على  بن موسى الرضا (ع) ما مضمونها انه : عندما يقدم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.